غات تلك المدينة الأثرية التي تبعد عن العاصمة طرابلس 1400 ك م ، و تقع في الصحراء الليبية الغربية على مشارف الحدود الليبية الجزائرية وتتبع المدينة محافظة غات وهي عاصمتها ، وبها مطار للرحلات الداخلية

السكان :

سكان المدينة من الطوارق و يبلغ عدد سكانها 32 ألف نسمة تقريبا ، بعضهم أمازيغ ويتكلمون الأمازيغية نطقا وكتابة بواسطة حروف التيفيناغ، أو الليبية القديمة، والباقي يتحدثون العربية وقليل منهم يتحدثون بلغة الهوسا لأن أصولهم تنحدر من نيجيريا والنيجر.
أصل التسمية
اختلفت الأراء حول التسمية فمن الناس من قال أنها من الغيث أي أنها تغيث المسافر في الصحراء وتؤمن له الزاد والماء، ومنهم من قال أنها مسماة على اسم ولي صالح وهو غوث حيث كان يسكن المدينة وعندما مات سميت المدينة باسمه، ولا يزال قبره في المدينة القديمة بغات والتسمية التانية هي الأرجح لدى سكان غات.

تاريخ المدينة :
في المدينة قلعة تركية قديمة، وهي محاطة بسلسلة جبال أكاكوس الأثرية من الناحية الشرقية على ارتفاع لايقل عن الالف م تقريبا التي وجدت فيها اقدم ممياة في العالم واسمها ممياة (وان موهوجاج) غات التي تتميز بطيعتها الجغرافية حيث الوديان والرمال الذهبية والجبال التي تحدها من جميع اتجاهاتها
وبها عدد من القرى التابعة لها ومن الناحية الجنوبية منها وعلى بعد 100 كلم تقريبا توجد سلسلة جبال طاسيلي التي تحوي على أقدم النقوش الأثرية والتي تعود إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد وتعتبر تلك المنطقة من أكبر المتاحف الطبيعية في هذا المجال. كانت المدينة قديما طريقا للقوافل التجارية وكانت مرتبطة بمدينة تنبكتو القاطنة في قلب الصحراء الكبرى ارتباطا وثيقا.

قلعة غات :
فهذه القلعة التي بناها الأتراك العثمانيون أثناء حكمهم للبلاد الطرابلسية وفزان ودمرها المستعمرون الطليان الذين احتلوا المدينة سنة 1913، تمت إعادة بنائها وهي تعد اليوم مزارا سياحيا مميزا في المدينة. ولا أستبعد أن يكون الفرنسيون قد استعملوها بدورهم إبان سيطرتهم على فزان (1943 - 1952) بعد دحر الإيطاليين في السنوات الأخيرة للحرب الكونية الثانية. الطريق إلى قمة القلعة يمر قطعا عبر دروب مدينة غات القديمة "أغرم"
الواقف على قمة قلعة غات يمكنه بسهولة إلقاء نظرة شاملة على المدينة ومزارع النخيل المجاورة، وكذا جبال آكاكوس بنقوشها الصخرية الساحرة، وكثبان الرمال الذهبية، ويوجد تحت حائط القلعة الغربي نفق أرضي ربما كان يستخدم في الحالات الطارئة، مثل الحصار.

كاف الجنون :

هذا الجبل الذي يبعد عن غات المدينة 35كم وعن تهالا 25كم و تبدأ سلسلة الجبال من مدينة اوباري مروراً بمدينة غات وحتى الجزائر أي قرابة 600 كم و كاف الجنون أطلق عليه هذا الاسم لكثرة القصص التي تروى من سكان غات على انه يعيش الكثير من الجنون في هذه الجبال

جبال أكاكوس :

مما يزيد من أهمية مدينة غات السياحية هو كونها تعد محطة رئيسية على طريق اكتشاف النقوش الصخرية في كل من جبال آكاكوس والتاسيلي، وهي النقوش التي تعود إلى حقب غابرة من تاريخ سكان الصحراء الكبرى وتؤشر على حجم التغير المناخي الذي عرفته المنطقة بأكمل.

يوجد في أكاكوس مجموعة مختلفة من المناظر الطبيعية، من الرياح الرملية الملونة إلى الأقواس الصخرية والأحجار الضخمة إلى الوديان. من أهم المواقع في المنطقة قوس "افازاجار" وقوس "تن خلجة". ورغم أن المنطقة من أشد المناطق القاحلة في الصحراء الكبرى إلا أنه يوجد بها بعض النباتات مثل نبات "الكالوتروبيس".

وتشتهر المنطقة بكهوفها القديمة، كما أنها غنية بمجموعة المنحوتات واللوحات المرسومة على الصخر أعلنت من قبل اليونسكو كموقع للتراث العالمي في العام 1985 بسبب أهمية هذه اللوحات والمنحوتات والتي يعود تاريخ بعضها إلى 21,000 عام. والتي تعكس ثقافة وطبيعة التغيرات في المنطقة.

المهرجان السياحي :

يقيم اهالي مدينة غات  مهرجانت سياحية  بنهاية شهر ديسمبر من كل عام لمدة ثلاث ايام وتضمنت فعاليات المهرجان ، عروضا فنية لفرق الفنون الشعبية، و سباقات المهاري، بالإضافة إلى أمسيات فنية مقرونة بأهازيج مدن الصحراء. مع افتتاح المدينة القديمة في غات مع إقامة حفل فني وعروض فلكلورية للفرق الشعبية المشاركة في المهرجان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

امراجع محمد الخجخاج، "نمو المدن الصغيرة في ليبيا"، دار الساقية للنشر، بنغازي-2008، ص 120.