بدأت مراقبة آثار شحات في تنفيذ أعمال صيانة وترميم للقنوات المائية الأثرية التي ظهرت مجددًا بعد أن كانت مغطاة بالتراب والنباتات نتيجة لـ "إعصار دانيال"، الذي اجتاح المدينة في عام 2023م.
وتعد هذه القنوات من المعالم التاريخية التي يعود اكتشافها إلى عام 1913، حيث كانت قد ظهرت لأول مرة بعد سيول اجتاحت مدينة شحات في نفس العام.
وأوضح الباحث الأثري بالمراقبة، أنيس حامد، المكلف بالإشراف على أعمال ترميم وتنظيف القنوات، في تصريحات خاصة لـ "صحيفة الأنباء الليبية"، أن هذه القنوات كانت قد اكتشفت في البداية في عام 1913 بعد السيول، حيث تم العثور على جزء منها أسفل الحمامات بمنطقة أبولو.
وفي عام 1923، تولت المراقبة الكشف عن هذه القنوات بشكل أوسع، وتبين أن جزءًا منها محفورا في الجبل، بينما كان الجزء الآخر مغطى بكتل حجرية.
وفي الخمسينات من القرن الماضي، تم ربط هذه القنوات المكتشفة مع شبكة قنوات أخرى في المنطقة، لكن ما لبثت أن اختفت تحت طبقات من الأتربة والتراكمات، وفق ما ذكره حامد.
وبعد مرور أكثر من قرن على آخر دراسة لهذه القنوات، أعاد "إعصار دانيال" ظهورها مجددًا، ما دفع مراقبة آثار شحات إلى استئناف العمل عليها.
وأشار حامد، إلى أنه بعد دراسة هذه القنوات، تبين أن معظمها كان قد سُد بالتربة والحجارة بسبب السيول الأخيرة، إلى جانب انهيار بعض الكتل الحجرية التي كانت تغطيها.
وقد تم تكليف حامد مع فريق الترميم من قبل مراقبة آثار شحات لوضع خطة عملية لمعالجة هذه القنوات، والتي تشمل مرحلتين أساسيتين: الأولى تنظيف القنوات من الأتربة والحجارة، أما الثانية فتتمثل في تنظيف القنوات المحفورة في الجبل التي تمتد لحوالي 65 مترًا.
وستتضمن الأعمال أيضًا تدريب طلاب المعهد العالي للعلوم والتقنية بشحات عمليًا تحت إشراف فريق الترميم، وذلك للاستفادة من الخبرات المكتسبة في الحفاظ على هذا المعلم التاريخي المهم.