يعتبر العناد من السلوكيات المنتشرة والمعروفة عند بعض الأطفال حيث يرفض الطفل العنيد القيام بما يُطلب منه ويُصر على اتباع سلوك معين. وتظهر ملامح العناد عند الطفل فى إصراره وعزيمته وثقته وعدم رغبته فى التراجع على الإطلاق. إن العناد عند الطفل قد يكون مجرد مرحلة قصيرة سيمر بها وتنتهى أو يكون صفة دائمة فى شخصية الطفل. ويحتاج الأهل وخاصة الأم لتعلم بعض المهارات والتعرف على بعض الخطوات والأفكار للتعامل مع الطفل العنيد وخاصة أن التعامل مع الطفل العنيد دون جعله يشعر بأى نوع من الإحباط أو الاكتئاب أمر ليس بالسهل وشديد الحساسية. إن الأطفال يمرون بحالات من التوتر والضغوطات وهم لا يعلمون كيفية التصرف للهروب من التوتر أو التنفيس عن أنفسهم بطريقة إيجابية. ويجب على الأم أن تكتشف صفة مثل العناد فى طفلها حتى تتمكن من التعامل معه بطريقة صحيحة وإيجابية.عندما يتصرف الطفل بغضب وعندما تكون ردود أفعاله للكثير من المواقف غير إيجابية فيجب فى تلك الحالة أن تبدأ الأم فى التدخل مع الحرص على عدم التعامل مع الطفل بأسلوب غاضب حتى لا يشعر أن التصرف بطريقة غاضبة هو الطريقة المثلى للتعامل مع أى موقف يواجهه أو أى موقف لا يعجبه ويشعر فيه أنه غير مرتاح. وهناك بعض التقنيات التى يمكن للأم اتباعها لتهدئة الطفل الغاضب ومحاولة عدم جعل العناد نمطا فيه.
إن العناد صفة تبدأ عند الطفل منذ سن مبكرة ولكن ليس قبل إتمام الطفل عامين لأن ملامح العناد لا تظهر فى الطفل قبل هذه السن لأنه آنذاك يعتمد على الأم وأى شخص آخر يقدم له حاجاته ولذلك فإنه فى تلك الفترة يتميز بالمرونة إلى حد ما. ويبدأ العناد عند الطفل مع شعوره بالاستقلال نوعا ما ومع تقدمه فى العمر ولكن مع الوقت سيكتشف الطفل أن العناد لن يحقق له رغباته بل إن التعاون مع الآخرين سيفتح له آفاقا جديدة وسيجعله يتعلم عددا من المهارات الجديدة وسيبدأ فى مرحلة الحوار مع الأهل وخاصة الأم.
لا تدخلى فى جدال مع الطفل العنيد حتى لا تجعلى الموقف أسوأ وبالتأكيد لا تحاولى تغيير موقف الطفل بالقوة. إن الطفل فى بداية حياته لا يدرك السلوك الاجتماعى المقبول فى التعامل مع المواقف المختلفة التى قد تواجهه. عندما يظهر الطفل عنادا فى أمر معين يجب عليكِ أن تحاولى اكتشاف ما قد يجعله يشعر بعدم الراحة، مع الوضع فى الاعتبار أن إبعاد الطفل عما يستفزه سيساهم كثيرا فى تهدئته