شيد فندق عين الفرس أقدم فنادق بلدة غدامس العتيقة، وأحد أبرز معالمها المعمارية، في النصف الأول من ثلاثينيات القرن الماضي، بعد أن باتت البلدة تسترعي اهتمام أعداد متزايدة من السياح.
وتم تصميمه من قبل المهندس المعماري الايطالي الشهير (جاتي كاسازا)، وفق معايير هندسية روعي فيها احترام خصوصية التراث المعماري الغدامسي المفعم بالتعابير الفنية المعبرة عن حضارة أهل الصحراء، ودمجها مع الأساليب المعمارية الحديثة، وسط غابة من النخيل، ما أضفى على المكان سمة التناغم بين ابداعات العقل البشري، ومفردات الطبيعة البكر.
ويتميز فندق عين الفرس الذي اكتسب اسمه من حوض المياه القريب منه، بطرازه المعماري الغدامسي الرائع، وينطوي على قيمة تاريخية كبرى، باستقطابه عديد الشخصيات العالمية، من السياسيين والفنانيين اللامعين.
وقد حظي الفندق بشهرة واسعة في أعقاب تزايد أعداد السياح في المدينة، وزيارة أعداد كبيرة من الشخصيات العالمية لغدامس، حتى فترة الخمسينات من القرن المنصرم، من بينهم العالم المصري الدكتور مصطفى محمود، والجنرال الفرنسي "شارل ديغول"، والفنانة الإيطالية الشهيرة "صوفيا لورين"، والكولونيل "بالبو" الحاكم العسكري الإيطالي لليبيا فترة الثلاثينيات، وجون وين المخرج الأمريكي الشهير.
ومع انتقال سكان البلدة القديمة، إلى الحي الحديث في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، تراجع الاهتمام بالفندق، وظل مهجوراً طيلة عقود، وأخدت عوامل الزمن، تسجل حضورها على جدرانه، وأقواسه، وتقضي على أسقفه، وتأتي على غرفه وساحاته.
ووزع المبنى وملاحقه على مساحة تناهز 2200 متر مربع، تشمل الفضاءات المحيطة، والمسقوف الذي يضم 10 غرف، مشيدة وفق الطابع المعماري المميز لمدينة غدامس القديمة، وفي أعقاب سنوات من التخطيط والتهيئة شرع في السنوات القليلة الماضية في أعمال ترميم وصيانة المبنى، لإعادة احيائه وتوظيفه من جديد، ضمن خطة شاملة ترمي إلى تطوير مدينة غدامس كمركز جدب سياحي.
وسيضاف وفق المخططات الهندسية المعتمدة، مسبحاً جديداً لملاحق الفندق الخدمية، يوفر للنزلاء فرص الاستجمام والراحة، فضلاً عن إضافة 8 غرف جديدة، وقاعات للجلسات العامة، وجزء مخصص للخدمات، ومطعم كبير يتسع ل 64 شخص، وغرف تبريد وخزان للمياه، وحمام بخاري، يراعى في تشييدها الطراز المعماري المتناغم الذي يميز هذه المدينة التاريخية الرائعة، ومن هذا المنطلق أجرت الشركة المنفذة للمشروع دراسة معمارية للنقوش والأعمال الفنية المزينة لجدران المبنى، كذلك الأسقف المشيدة بجذوع أشجار النخيل، بالإضافة إلى المدخل، من أجل اعادتها إلى شكلها الأصلي، في اطار المحافظة على خصوصية البناء التقليدي للمبنى، وسيتم تصنيفه على أساس فندق خمس نجوم.