بنيت غدامس في واحة وسميت "لؤلؤة الصحراء" وهي إحدى أقدم المدن التي قامت في حقبة ما قبل الصحراء وخير مثال على الموئل التقليدي وتتميز هندستها المنزلية بتوزيعها الوظائف المختلفة على مختلف الطبقات: الطبقة الأرضية لتخزين المؤونة، والطبقة العائلية تشرف على ممرات مسقوفة مموهة تسمح بتنقل تحت الأرض تقريبًا في المدينة وشرفات مكشوفة مخصصة للنساء
تكثر الزخارف والرسومات على جدران أزقة الشوارع والبيوت العتيقة في مدينة غدامس القديمة، وتكون مرسومة أو منحوتة بالجبس، وتدل في غالبها على معانٍ سامية.
وهذه الزخارف لها معايير وأشكال هندسية مألوفة لدى أهالي مدينة غدامس، وترمز إلى دلالات دينية وروحية وجمالية، ويستغرق تزيين المنزل بالزخارف التقليدية نحو 25 يوما.
ويسمى فن الزخرفة باللهجة الغدامسية “أكلف”، وتدخل مادة “الزنجفور”، وهو مركب صخري طبيعي يُستخدم كصبغة، بشكل أساسي في عمليات الزخرفة.
وتلعب المرأة في غدامس دورا مهما في نحت هذه الزخارف ورسمها، وهي المسؤولة عن جميع أعمال الديكور الداخلي للمنزل، ولهذا تحرص الأمّ على تعليم ابنتها الرسم والزخرفة منذ نعومة أظفارها، من خلال إعطائها دروسا على السبورة الموجودة بوسط المنزل.
وعندما تُخطَب الفتاة يسلّم لها المنزل أبيض، وتقوم بإطلاق العنان لأناملها بالتفنن واستعراض مهاراتها في رسم الزخارف على الجدران.
ومن أهم الزخارف، رسمة “خاتم سيدنا سليمان” والتي لا يخلو منزل وشارع بالمدينة منها وهي ترمز إلى الأمان.