قامت وزيرة السياحة المهندسة إكرام عبدالسلام باش إمام والفريق المرافق لها، المتألف من رؤساء الأقسام ومدراء الإدارات بديوان الوزارة، في اليومين الماضيين، بزيارة إلى مدينة غدامس، بهدف الاطلاع على مقومات المدينة المدرجة على قائمة المقاصد السياحية العالمية، والأكثر استقطاباً للسياح في ليبيا.
وأطلعت الوزيرة رفقة الدكتور عبدالسميع عامر المحبوب وكيل الوزارة، والسفير النمساوي المعتمد لدى ليبيا، ووفد من السفارة المالطية، على معالم مدينة غدامس القديمة، المصنفة على ضمن قائمة التراث العالمي (لليونسكو)، والحائزة على لقب أجمل المدن المشيدة بالطوب في العالم، وغيرها من الألقاب، مستمعين إلى شروح عن أهم مفردات المدينة، وأبرز معالمها، بمافي ذلك المساجد والساحات الرئيسية، وبيوتها وأزقتها المميزة بهندسة معمارها الفريد، كما اطلع الفريق على مدرسة (تيلوان) أقدم مدرسة في مدينة غدامس القديمة.
وأجرى الفريق خلال الزيارة، اجتماعا مع أعضاء المجلس المحلي غدامس والأعيان والخبراء ومؤسسات المجتمع المدني بالمدينة، بحث خلاله، بحث سبل استئناف نشاط السياحة الداخلية، وإمكانية تفعيلها.
كما قام الفريق في زيارته لجبل الصحابة، والمعروف محلياً بـ (رأس الغولة)، الواقع غرب المدينة بالاطلاع على أهم معالم المنطقة، والمتمثلة في الهضبة التي تحتوي آثار وبقايا حصن قديم، فضلاً عن القيام بزيارة التلال الرملية القريبة، والمعروفة باسم (الرملة)، وهي إحدى المزارات التي يؤمها السياح للفرجة والاستجمام، ومراقبة منظر غروب الشمس.
وبدورها أكدت الوزير على أهمية المساعدة في تطوير السياحة المحلية في غدامس، والعمل على تفعيلها في القريب العاجل، حتى يتسنى الاستفادة من مداخليها في دعم وتشجيع المجتمع المحلي بالمدينة، معبرة عن سعادتها وتقديرها للسكان الذين يحرصون على استدامة تراثهم، وصونه والاستفادة منه في تعزيز قيم السياحة بمنطقتهم.
وتقف غدامس اليوم كمثالاً بارزاً عن المجتمع التقليدي، والاستيطان البشري الممثل لثقافة الصحراء خلال مراحل تاريخية ضاربة في عمق الحضارة الإنسانية، فيما تغطى الواحة مساحة 225 هكتارا، تحتل المدينة القديمة المسجلة على لائحة التراث العالمي منذ سنة 1986مساحة 10 هكتارات منها.
وتتألف البلدة القديمة من ثلاثة أحياء سكنية رئيسية، تحوي 23 مسجداً و12 ساحة، إلى جانب نظام ري فريد يتمثل في عين الفرس وسواقيها الممتدة كالعروق في الجسد وهي تمد المدينة بسر الحياة... كما تشكل شوارع ومسارب المدينة نموذجا استثنائيا في هندسة التكييف الطبيعي التي تبرز اليوم في الكثير من دول العالم، وفق تقرير منظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وكانت المدينة قد ظهرت على مسرح الأحداث قبل أربعة آلاف سنة، وهذا جعلها من أقدم المدن الأهلة بالسكان في العالم، وهجرها قاطنيها مابين أعوام 1975 - 1983، نتيجة نضوب سر المدينة "عين الفرس"، وقد أبقى بعض السكان منازلهم في البلدة القديمة لقضاء أشهر الصيف والاحتفال بالأعياد.
كما صنّفت منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) مدينة غدامس القديمة كثالث أقدم مدينة في العالم ، وهي تقع غرب ليبيا في خط عرض 9.29 شرقاً و 30.07 شمالاً . اسمها روماني الأصل يعني بلد الجلود، وهي الآن واحة نخيل تقع جنوباً على الحدود مع تونس وغرباً على الحدود الليبية الجزائرية .