شاركت ليبيا في الدورة 34 من معرض السفر العالمي التي أقيمت في الفترة الواقعة بين 4 و7 نوفمبر 2013 في العاصمة البريطانية لندن، وتأتي هذه المشاركة تحت مظلة وزارة السياحة، بجناح بلغت مساحته 175 متراً مربعاً، وضم مشاركة 9 شركات خدمات سياحية، و3 فنادق وشركة الخطوط الافريقية.
وقدم القائمون على جناح ليبيا في المعرض معلومات عن المعالم السياحية، والاجابة عن تساؤلات زوار المعرض، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار والقوانين المنظمة لعمل قطاع السياحة، كما تم توزيع عدد كبير من المطبوعات، والكتيبات والملصقات التي تركز على ثقافة البلاد، وتراثها المتنوع، وكذلك مجموعة من الصور، وعرض فيلم دعائي مدته 45 دقيقة، عن أبرز مواقع الجذب السياحي، في حين أظهرت مجموعة من وكلاء السفر وشركات السياحة العربية والأوروبية المتخصصة في مجال تنظيم الرحلات السياحية، اهتماما كبيرا بالعودة واستئناف العمل في مشاريعها.
وحظيت مشاركة وزارة السياحة، باهتمام ومتابعة واسعين من قبل وسائل الإعلام الدولية والمحلية في بريطانيا، فقد أجرت صحيفة الـ (الجارديان) لقاءً موسعاً مع وزيرة السياحة المهندسة (اكرام باش إمام)، أوضحت من خلاله أن ليبيا تسعى بماتمتلكه من تراث طبيعي وثقافي إلى تعزيز فرصها للحصول على حصتها العادلة في السوق العالمي للسياحة.
وتحت عنوان (ليبيا تبدأ رحلة من أجل أن تصبح نقطة ساخنة سياحياً )، أفردت الصحيفة مساحات لواقع السياحة في ليبيا، وأبرز الفرص، وأهم المؤشرات، جنباً إلى جبن مع أكبر التحديات التي تواجه القطاع، بمافي ذلك انتشار السلاح، والوضع الأمني المتأرجح بين الاضطراب والاستقرار النسبي.
وأكدت الوزيرة أن اقناع المشككين بأن ليبيا بلد يستحق الزيارة ويوفر فرص قضاء العطلات، ليس بالمهمة السهلة، رغم وجود الشواطىء البكر، والآثار الرومانية واليونانية، والواحات الرائعة التي تحفها النخيل والكهوف في الصحراء، فالبلد مايزال بكر، ويخبيء الكثير من الأسرار، وقالت : إن ليبيا مكان جميل و نحن شعب مضياف، ولدينا الكثير لإظهاره للزوار
وأضافت بأنه هناك مبالغة في حجم العنف في وسائل الإعلام، مشيرة بالقول : " يركز الجميع على العنف لكن معظم الاشتباكات المسلحة بين الأفراد والجماعات، ليست حرب حقيقية، وبالمقابل لدينا انتخاباتنا و دستورنا الجديد، وسوف يسلم الجميع أسلحتهم "، موضحة أن لدى الوزارة خطة قصيرة الأجل، تنظوي على تنشيط حركة السياحة المحلية، على مدى العامين المقبلين، تليها مرحلة السياحة الدولية بعد ذلك، عقب رفع مستوى البنية التحتية للقطاع، وتطوير مستوى الخدمات وفق معايير عالية، وهو جزء من الاستراتيجية الاقتصادية الشاملة للحكومة.
و قالت الوزيرة إن ليبيا بحاجة إلى وضع الأسس لصناعة السياحية، حتى يتسنى لها المنافسة لنيل حصتها من السوق "، فيما تشمل المشاكل العملية صعوبة الحصول على التأشيرات السياحية من السفارات الليبية، والتحذيرات التي تصدرها الدول لمواطنيها للسفر إلى ليبيا، وفق ماأورده تقرير الصحيفة.
وتابعت : على رأس أولوياتنا التأكيد على ابراز هوية ليبيا كبلد مسلم محافظ، ومخاطبة العالم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، موضحة بالقول : " عندما أكون في لندن فإنها تمطر في الكثير من الأحيان، وأنا عند ذلك بحاجة إلى مظلة، وتبعاً لذلك فإن خطتنا هي أنه عندما تزور ليبيا سوف تستمتع بالتجربة الليبية، وأن الليبيين ليسوا منغلقي الذهن، ولكن يجب على زوار ليبيا احترام البلاد وقيمها ".
وعلى جانب آخر شارك الوفد الليبي، في أعمال اجتماعات برنامج الحد من الفقر، الذي ترعاه منظمة السياحة العالمية، وبرنامج مؤسسة (ستيب) العالمية، إلى جانب حضور جلسات القمة الوزارية لمنظمة السياحة العالمية، التي عقدت على هامش فعاليات اليوم الثاني للحدث العالمي، بمشاركة 53 وزيراً يمثلون عدد من دول العالم، وركزت في نقاشاتها على على آليات ردم الفجوة بين السياحة وسياسات الطيران من خلال البحث في الفرص والتحديات التي تواجه تنمية وتطوّر النقل الجوي وتأثيره على انسيابية السفر وتدفق السيّاح.
وعلى هامش مشاركة الوزارة، وقعت معالي الوزيرة مع دكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، على اتفاق إطاري للتعاون والدعم الفني.
وشمل الاتفاق عدة محاور، بمافي ذلك البناء المؤسسي وتنمية الموارد البشرية وبناء الصورة والترويج السياحي والتنمية السياحية المستدامة وتطوير نظام الاحصاء والمعلومات السياحية وهذا الاتفاق يتضمن برامج متوسطة وطويلة الأجل مدتها خمس سنوات.
كما نشرت صحيفة (نورث أفريكا)، وليبيا (هيرالد)، وصحيفة الحياة اللندينة، وصحيفة القدس العربي، وقناة (بي بي سي) العربية، وقناة العربية الفضائية، وقناة الغد العربي، تقاريراً عن مشاركة ليبيا في المحفل الدولي الذي اختتمت أنشطته، في قاعات معرض (أكسل) شرقي العاصمة البريطانية لندن في السابع من نوفمبر الجاري، بمشاركة 5 آلاف عارض، من 149 دولة، ومنظمة ومؤسسة عالمية.