لقد مر عام على سقوط نظام الرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا الذي حكمت عائلته البلاد لـ56 عامًا، وذلك على يد الجنرال برايس كلوتير أوليغي نغيما ومجموعته العسكرية في 30 أغسطس/ آب 2023 – اليوم نفسه الذي أُعْلِن فيه عن فوز علي بونغو في الانتخابات التي أُجْرِيَت في 26 أغسطس/ آب 2023.
وفي أقل من أسبوع من الانقلاب العسكري أدى الجنرال نغيما اليمين الدستورية كرئيس انتقالي للغابون، وقال إن الجيش استولى على السلطة دون إراقة دماء؛ بهدف تحسين الظروف المعيشية للغابونيين الذين ظلوا فقراء خلال عقود من حكم أسرة بونغو أونديمبا. وأشار نغيما إلى أنه يريد ضمان عودة النظام إلى البلاد قبل تسليم السلطة للمدنيين. وقد اقترح في الأيام الأخيرة إصلاحات تشمل اعتماد دستور جديد وقوانين انتخابية وجنائية جديدة.
على أن توقيت حدوث الانقلاب في الغابون والحفاوة التي يحظى بها الجنرال نغيما في الغرب يثيران تساؤلات حول أسباب تخلي المؤسسة العسكرية الغابونية الآن عن أسرة بونغو بعد عقود من حمايتها والعمل معها، وخاصة أن معظم مبررات الانقلاب التي ذكرها الجيش الغابوني كانت موجودة إبان رئاسيات عامي 2009 و2016.
مصالح الغرب في الغابون
تقع الغابون في وسط أفريقيا، وتحتل موقعا إستراتيجيًا في خليج غينيا ممتلكةً واجهة بحرية على المحيط الأطلسي. وتحدها الكاميرون وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو، كما تُعَدّ واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، مع تمثيل النفط الخام والمكرر 80 في المائة من صادراتها وبلوغ احتياطياتها المؤكدة من النفط 2 مليار برميل