قال رئيس جمهورية الصين الشعبية " شي جينبينغ " إن معالجة العلاقات بين الدول والحفاظ على السلام والأمن العالمي وتعزيز التنمية البشرية جمعاء، تبقى من العناوين الهامة في المسيرة التاريخية لتقدم المجتمع البشري في العصر الحديث والمعاصر.
واعتبر الرئيس " جينبينغ" - في كلمة له خلال مؤتمر أقيم بمناسبة الذكرى السنوية الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي - أن الإصدار الرسمي للمبادئ الخمسة التي أطلقتها بلاده يعد عملا رائدا في العلاقات الدولية.
وتابع " جينبينغ" ان بلاده لن تسلك أبدا الطريق القديم من الاستعمار والنهب، أو الطريق المنحرف من حتمية الهيمنة للدول التي أصبحت قوية، بل ستسلك الطريق المستقيم من التنمية السلمية .
وأوضح الرئيس الصيني أن بلاده ستواصل مسيرتها الجديدة لتكريس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، والعمل مع دول العالم يدا بيد على الدفع ببناء مستقبل مشترك للبشرية جمعاء بما يقدم مساهمات جديدة وأكبر للحفاظ على السلام في العالم وتدعيم التنمية المشتركة.
كما أكد أن جمهورية الصين الشعبية تملك أفضل سجل من بين الدول الكبيرة في العالم فيما يخص قضية السلام والأمن ، مشيرا إلى أن بلاده تلعب دورا بناء في الأزمة الأوكرانية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمسائل المتعلقة بشبه الجزيرة الكورية وإيران وميانمار وأفغانستان.
وقال " جينبينغ " إن بلاده تدعوا كافة الأطراف إلى أخذ مستقبل البشرية ورفاهية الشعوب بعين الاعتبار، والتمسك بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء.
كما طالب جميع الدول إلى إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والتعاون في بناء " الحزام والطريق " بجودة عالية، بما يزيد من المصالح المشتركة لشعوب العالم .
وجدد الرئيس الصيني تأكيده على أن بلاده مستمرة في تعزيز تضامنها وتعاونها مع الدول النامية والحافظ على مصالح المشتركة لتلك الدول التزاما بمفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق والفهم الصحيح للمسؤولية الأخلاقية .
وبين الرئيس الصيني أن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وضعت معيارا تاريخيا للعلاقات الدولية وسيادة القانون الدولي، وجسدت بجلاء مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما يتماشى مع تيار العصر لتطور العلاقات الدولية، وقدمت إرشادا صائبا لإقامة وتطوير العلاقات بين الدول ذات النظم الاجتماعية المختلفة.
وأضاف أن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي حشدت قوة جبارة للوحدة والتعاون والتقوية الذاتية عبر التضامن بين الدول النامية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي ساهمت بحكمتها التاريخية في إصلاح النظام الدولي واستكماله.
وقال " جينبينغ " في كلمته : " لن تتغير عزيمة الصين على تعزيز التنمية المشتركة في العالم، وستوفر التنمية الاقتصادية العالية الجودة في الصين قوة دافعة قوية للنمو الاقتصادي في العالم وإن دخول أبناء الشعب الصيني البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة إلى المجتمع الحديث ككل يعني خلق سوق ضخمة أخرى يتجاوز حجمها إجمالي الحجم الراهن للدول المتقدمة ".
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة التزام دول العالم بمفهوم العدالة والإنصاف ، مؤكدا في الوقت ذاته بأن غياب العدالة والإنصاف سيجعل العالم غابة يفترس فيها القوي الضعيف.