ابدت وسائط إعلامية فرنسية اعتقادها في تورط مقاتلي مرتزقة من شركة «فاغنر» الروسية وغيرها ، المتواجدين بليبيا في إصابة الرئيس التشادي الراحل إدريس ديّي برصاصة في الصدر قبل مقتله، كما ذهبت إلى حد التلميح مباشرة بوجود يد لفرنسا أيضا في الحادثة .
وأعلن موقع عالم افريقيا «موند أفريك»، أمس الجمعة، شكوكه بشأن تورط «مرتزقة فاغنر» الموجودين في ليبيا في حادثة مقتل الرئيس التشادي «ما لم يكن الفرنسيون أيضا». وذلك استنادا الى مضمون رسالة فريق الخبراء التابع للامم المتحدة المعني بليبيا المنشورة في مارس 2021 ، الذي اشار الى أن المقاومة الوطنية لجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد بقيادة مهدي علي محمد كانت حاضرة في جنوب ليبيا بزعم حماية المنشآت النفطية ، «إلى جانب عمل المرتزقة السوريين المرتبطين بشرق ليبيا جنبًا إلى جنب مع الشركة الأمنية الخاصة (فاغنر)، ما يمكن أن يشكل إشارة إلى ظل هؤلاء في مقتل إدريس دبّي إيتنو، إضافة لحركات التمرد التشادية الأخرى ، لذلك يقول التقرير إن روسيا ترى من المناسب دعم قتلة هذا الشريك العسكري لفرنسا في وسط أفريقيا والساحل » .
لكن مجلة افريقيا الفتاة «جون أفريك» الفرنسية استعرضت في عددها الصادر نهاية الأسبوع " الخميس"، الأوقات الأخيرة التي سبقت وفاة إدريس دبّي نتيجة إصابته بطلق ناري اخترق الصدر ثم الكلية، متوقعة ان يكون الطلق جاءه من على ارتفاع أي من طائرة .
وتؤكد المجلة أيضًا أن الطيران الفرنسي كان حاضرًا في مسرح العمليات، وهو ما أكده مهدي علي محمد ليلة مقتل دبّي للإذاعة الفرنسية قائلا: «حلق الطيران الفرنسي فوقنا» .
وتقول جون افرك بأن التوسع الروسي في افريقيا يشكل «انزعاج فرنسي» ، «إذ من الواضح أن العلاقات بين تشاد وروسيا قد تحسنت قليلاً في السنوات الأخيرة على خلفية تقارب موسكو من السلطات التشادية تجسد في ما أعلنه رجال أعمال من روسيا في مارس 2018 بإنجامينا، عن استثمارات بقيمة 7.5 مليار يورو تتعلق بشكل خاص ببناء مطار دولي ومصفاة نفط ومحطة طاقة تعمل بالطاقة الشمسية وإعادة بناء نظام الإمداد بالطاقة » .
بدورها، جريدة «لوبينيون جورنال» الفرنسية تساءلت عن الخطوة المقبلة لباريس في ليبيا ومنطقة الساحل، وإن كانت فشلت في فرض الأمن والتعايش في منطقة خصصت لها الكثير من الموارد المالية والبشرية طوال السنوات الماضية . مشيرة الى : «مقتل الرئيس التشادي من قبل جماعة متمردة قادمة من ليبيا يضع سياسة الإليزيه في دول الساحل الأفريقي أمام العديد من التساؤلات» .
ولفتت إلى «تحويل المتمردين التشاديين عملياتهم من ليبيا إلى الحدود مع تشاد بعد مشاركتهم في حرب طرابلس وفشل المسلحين الليبيين بالشرق في الاستيلاء على العاصمة، حيث رفضوا البقاء في الظل وغادروا قاعدة الجفرة العسكرية ليتمركزوا في أقصى الجنوب الليبي حيث تلقوا دعما هناك ومن ثم تمكنوا من الدخول إلى تشاد ومواجهة ادريس دبّي وجها لوجه».