أكد وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس رفض بلاده لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي احتجاجا على حملة الاعتقالات الواسعة التى نفذتها أنقرة ضد شريحة واسعة من مواطنيها على خلفية محاولة الانقلاب التى شهدتها تركيا منتصف شهر يوليو الماضي. وقال كورتس الذي ينتمي إلى حزب الشعب المحافظ, الشريك الائتلافي في الحكومة "إن رئيس الحزب ونائب رئيس الوزراء راينهولد ميتل لينر يتبني موقفا واضحا إزاء طبيعة العلاقات الأوروبية التركية, ويطالب أن تأخذ شكل شراكة مميزة تعتمد على تحقيق المصالح المشتركة, دون انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي". وأضاف أنه يتفق إلى حد بعيد مع تصور رئيس الوزراء, كريستيان كيرن, رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم, الذي دعا إلى وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي, والبحث عن بديل مناسب للعلاقات بين الجانبين. وكشف كورتس النقاب عن مناقشته للفكرة مع عدد من نظرائه الأوروبيين خلال الأسابيع القليلة الماضية, لافتا إلى سلطته كوزير للخارجية وضرورة موافقته على السماح بفتح فصل جديد في المفاوضات مع تركيا. واستبعد كورتس حدوث هذا التطور, في إشارة إلى ضرورة موافقة الدول الأعضاء بالاجماع على فتح فصل جديد في المفاوضات مع تركيا. جدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية النمساوية التركية تدهورت بشدة عقب محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا, بعد اعتراض النمسا على موجات الاعتقال الموسعة التي طالت معظم فئات المجتمع في تركيا, وهو ما دفع رئيس الوزراء إلى استبعاد رؤية تركيا كمرشح محتمل لعضوية الاتحاد الأوروبي, معتبرا أن مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي "نوع من الخيال الدبلوماسي".