أكدت الهيئة العامة للسياحة ، على أهمية دور السياحة في توطيد العلاقات بين سائر الشعوب ، والإسهام بزيادة الدخل من خلال عائداتها التي تعتمد على المواقع الأثرية والعيون المائية والواحات والشواطىء البحرية التي لا مثيل لها في العالم . وأفردت وحدة الإعلام بالهيئة مساحة عريضة للحديث عن أهمية السياحة فقالت لقد شهد مطلع عقد الثمانينات من القرن المنصرم هجرة ما تبقى من سكان المدن العتيقة في ليبيا إلى مواقع جديدة على أطراف ، وفي محيط التجمعات السكانية القديمة ، مفتتحين بذلك فصلاً من القطيعة مع التاريخ الطويل والحافل بشتى الدلالات العميقة المعنى وقوية المدلول ، والمفعمة بالأفكار الخلاقة والإبداعات الناجمة عن خبرات متراكمة تتناغم مع البيئة والمحيط الحيوي، بل وأعمق من ذلك بتجسيدها فكرة تطويع الطبيعة لخدمة مبدأ توفير الراحة للسكان داخل البيوت وفي أماكن العمل ودور العبادة دون استثناء، فبرزت مدناً تعج بالقيم الفنية والمعمارية والثقافية والعادات والتقاليد الزاخرة بالحياة . وأكدت أنه مع هذه النقلة بدأت الحياة تطبق سننها وفق القاعدة (منزل مهجور .. منزل ميت بلا روح )، إي موت كل شيء في أركان المكان، فأُغلقت أبواب ، وانهارت جدران، وأسدلت مدن عيونها بعد أن كان كل ركن فيها يتنفس، بأحاديث البشر، ووشوشة النسوة، فانسل تاريخ، وخُبئت حضارة، طيلة ما يقارب عقداً من الزمن، وسط ما يشبه الغيبوبة أو غفلة زمن لما ما تنطوي عليه تلك الصروح من أهمية في فهم تطور سبل الحياة في بلادنا، واستمر الخراب والهدم يسجل حضوره القاسي، حتى منتصف عقد التسعينات الذي شهد الانفتاح الجزئي على السياحة . وأشارت في هذا الصدد ، إلى بدء وصول طلائع أفواج السياح إلى ليبيا، مع تدفق أعداد ضئيلة لكن مفعولها كان كضخ دماء في شرايين جسد ميت ، ومايشبه جرعة أكسجين تتجرعها رئة متوقفة عن أداء وظيفتها، أنعشت الأطراف وأحيت الجسد ، فبدأت بعض المدن القديمة تنال الاهتمام بالبحث والدراسة والترميم ، فيما تولى بعض السكان المحليين والجمعيات الأهلية مهمة توثيق وإحياء العادات والتقاليد . وأكدت أن هذه الأفواج من السياح كانت وراء قيام بعض المدن بأعمال الصيانة وإعادة توظيف لبعض معالمها ، فيما استثمر بعضها كفنادق أو مقاه ، ومطاعم ، أومرافق خدمية أخرى ، فيما أنقذت الصناعات التقليدية التي شهد سوقها نشاطاً مع إقبال السياح على اقتناء التذكارات والهدايا ووفرت السياحة مصادر دخل ، وفرص عمل للسكان المحليين من خلال قيامهم بتقديم منتج سياحي عالي الجودة يستند إلى الغنى والتنوع في المصادر السياحية ، ويتلائم مع متطلبات الأسواق السياحية العالمية . وأختتمت وحدة الإعلام بالهيئة العامة للسياحة هذا العرض بالقول إن تلك المدن انضوت بكامل تاريخها تحت مفهوم التنمية المستدامة بأضلاعه الثلاثة ، وهو ما تحقق بفعل حركة السياحة ، وكنتيجة رد فعل طبيعية لتدفق السياح إلى بعض المناطق الأكثر شهرة في ليبيا، وتلبية احتياجاتهم ، ومجاراة رغباتهم في التعرف على العادات والتقاليد السائدة .