قالت روسيا أمس الثلاثاء إن الاجراءات الامريكية الجديدة التي تستهدف الشركات التي تتحايل على تطبيق العقوبات على ايران ستعرقل التقدم الخاص بانهاء أزمة الانشطة النووية الايرانية وذلك في اعقاب التوصل الى اتفاق تاريخي مؤقت بين طهران والقوى العالمية الست، وقلصت طهران من انشطة تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء عالية وكوفئت بتخفيف محدود للعقوبات بموجب الاتفاق الذي ابرم في 24 نوفمبر والذي يسري لمدة ستة أشهر. ومن المقرر ان يستأنف الجانبان المحادثات في 18 فبراير الجاري وصولا الى تسوية نهائية شاملة للنزاع القائم من عقد من الزمن، الا ان واشنطن أكدت انه يتعين استمرار تنفيذ الهيكل الرئيسي للعقوبات التجارية ريثما يتم التوصل لاتفاق نهائي وحددت هوية الشركات المتهربة من العقوبات مرتين خلال الاشهر الثلاثة الماضية من اجل مواصلة الضغوط على طهران للتوصل الى حل من خلال التفاوض، وتقول الجمهورية الاسلامية إن برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية الا ان الحكومات الغربية تشتبه منذ زمن طويل في ان البرنامج ليس سوى ستار لايجاد وسائل بغية صنع قنابل نووية، وأكد سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله "نحن نرفض بوضوح هذا النوع من الخطوات (الامريكية)."، واضاف "انه اسلوب مباشر لتقويض الاساس السليم والايجابي الخاص بتحقيق مزيد من التقدم لحل المشكلة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني."، وأيدت روسيا -التي أنشأت أول محطة نووية ايرانية للطاقة الكهربية والتي تحتفظ بعلاقات اقوى مع طهران مقارنة بالغرب- اربعة قرارات لمجلس الامن الدولي منذ عام 2006 الا انها انتقدت الولايات المتحدة واوروبا لفرضها اجراءات عقابية اضافية، وقال ريابكوف "العقوبات الامريكية المنفردة غير مشروعة."، وكان الرئيس الايراني حسن روحاني -وهو معتدل نسبيا فتح انتخابه في يونيو الماضي الباب لانفراجة دبلوماسية في نوفمبر الماضي- وصف يوم الثلاثاء استمرار العقوبات الغربية الاقتصادية بانه امر "وحشي وغير مشروع وخاطيء."، وقال روحاني في معرض انتقاده لتأكيد غربي بانه لايزال بامكان القوة العسكرية حل النزاع النووي اذا ثبت عدم جدوى المفاوضات "أقول صراحة لهؤلاء الواهمين الذين يقولون ان الخيار العسكري على الطاولة ان عليهم ان يغيروا نظاراتهم... الامة الايرانية تعتبر لهجة التهديد هذه فجة وعدائية."، وتعهد روحاني بالمضي "الى الابد" في الابحاث النووية التي وصفها بانها سلمية، وأجرى الجيش الايراني يوم الاثنين تجربة لاطلاق صاروخين صنعا في ايران في لفتة لاظهار العزم الوطني قبل المحادثات التي تجريها طهران مع القوى العالمية الاسبوع المقبل في مسعى للتوصل الى اتفاق، وتقضي الاجراءات الامريكية التي اعلنت الاسبوع الماضي بمنع الشركات والافراد من القيام بتعاملات مالية تتعلق بايران بموجب الاختصاص القضائي الامريكي، وقالت وزارة الخزانة الامريكية ان بعض الشركات والافراد المستهدفين بهذه الاجراءات تساعد ايران في التهرب من العقوبات المفروضة على صادرات النفط وجهودها لحيازة تقنيات نووية وعسكرية محظورة.