تعطى الرياضة فرصة للطفل ليتعلم كيف يضع لنفسه مجموعة من الأهداف، وكيف يعمل على تحقيقها، وكيف يطلب مساعدة الآخرين والتعاون لتحقيق الأهداف المختلفة. ومن خلال نمو الطفل وتطوره بسبب الرياضة على المستويين الاجتماعى والعاطفى فإن هذا الأمر سيساعده على التعامل مع زملاء الدراسة والأصدقاء والأقارب والعائلة. إن الرياضات الجماعية ستعلم الطفل كيف يمكن لكل فرد أن يؤدى دورا مهما فى ناحية معينة، فقد يكون هناك طفل مثلا أكثر تطورا من الناحية المعرفية، فيمكنه فى تلك الحالة أن يكون قادرا على فهم الخطط والإستراتيجيات الرياضية، أو قد يكون الطفل متطورا من الناحية الاجتماعية فيؤدى دورا مهما خاصا بتحفيز الأطفال الآخرين لبذل أقصى ما فى وسعهم. ويمكن لكل أم أن تطبق المبادئ التى يتعلمها الطفل من خلال ممارسة ممارسة رياضة معينة فى المنزل، فعندما يتحدث الطفل مثلا عن نقاط الضعف عند أحد أصدقائه قومى بالإشارة لنقاط القوة عند هذا الصديق. وإذا شعر طفلكِ بأنه محبط بسبب نقاط الضعف عنده فعليكِ أن تذكريه بالمهارات التى يتمتع بها.
يمكن للطفل من خلال ممارسة الرياضة أن يرى نتيجة العمل على مجموعة من المهارات وتنميتها، مع الوضع فى الاعتبار أن الرياضة ستجعل ثقة الطفل بنفسه كبيرة، وأنه كلما أمضى الوقت فى التمرين على الرياضة التى يمارسها فإنه سيصبح أكثر مهارة وإتقانا لها. ويجب أن تشرحى للطفل كيف ستكون التمارين التى يخضع لهاعاملا أساسيا لتنمية مهاراته ولجعله متفوقا وقادرا على تحقيق أهدافه. إن ممارسة الطفل للرياضة أمر يحتاج منه للعمل الجاد وللتركيز والاجتهاد، فيجب على الطفل أن يتعلم كيف يكون هناك توازن ما بين واجباته المدرسية وما بين مسئولياته فى المنزل. إن الرياضة ستعلم طفلكِ أيضا كيف يعمل على تنظيم وقته، وكيف يتم تقسيم الأدوار ليؤدى كل فرد مهامه على أكمل وجه.
وبالطبع فإن ممارسة الطفل للرياضة أمر سيساعده على تنمية مهاراته الاجتماعية، وكيف يكوّن صداقات وكيف يحافظ على أصدقائه الجدد والقدامى وكيف يتعامل أيضا مع أشخاص قد يكون لا يتفق معهم أو مع شخصياتهم. سيتعلم الطفل أيضا من خلال ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة مفاهيم مثل احترام القوانين واحترام الأشخاص فى مراكز السلطة مثل مدرب اللعبة التى يتمرن على ممارستها. تعتبر الروح الرياضية من الأمور شديدة الأهمية التى يتعلمها الطفل من خلال ممارسته للرياضة، مع الوضع فى الاعتبار أنها ستفيده فى حياته العملية فسيتعلم أنه لن يكون فائزا طوال الوقت وسيتعلم كيف يتعامل مع الخسارة عن طريق إعادة تقييم أهدافه. إن الرياضة ستعلم الطفل أيضا ضرورة اتباع نظام غذائى متوازن، مع الحرص على توفير عدد كافٍ من ساعات النوم.