من بين الأمور الأولية التى قد تجعلكِ تشعرين أن طفلكِ يتحمل ما هو فوق طاقته هو أن تبدأ درجاته المدرسية فى الانخفاض، مع الوضع فى الاعتبار أن الدراسة يجب أن تأتى فى المرتبة الأولى عند الطفل، وبعد ذلك تأتى الهوايات، وإذا كان طفلكِ ليس لديه الوقت الكافى لإنجاز الواجبات المدرسية فإنه يجب أن يتخلى عن إحدى هواياته حتى ترتفع درجاته المدرسية مرة أخرى. بالطبع لا تريد أى أم أن ترى طفلها حزينا أو تبدو عليه ملامح القلق، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن الاكتئاب عند الأطفال قد يكون له علاقة بجدوله المزدحم دائما، ولذلك فمن الأفضل أن ينشغل الطفل بنشاط واحد فقط أو رياضة واحدة وأن يتميز فيها بدلا من أن ينشغل بعدد من الأمور . على الأم أن تعلم أن علامات الاكتئاب عند طفلها قد تكون متمثلة في المزاج السيئ وتجنب أصدقائه والبقاء هادئا طوال الوقت. تعتبر وجبات الطعام العائلية وقتا رائعا للتواصل وليتحدث الطفل خلالها عن يومه. إذا كان طفلكِ يفوّت الوجبات العائلية مثلا لأن لديه تمرين سباحة أو أى تمرين آخر وهو يتناول الطعام خارج المنزل كثيرا فإن تلك الأمور تعنى وجود خطأ ما لأنهم يفوتون قضاء وقت عائلى مميز مع الأسرة.
قد يأتى طفلكِ يوما ما ويقول إنه يريد أن يتوقف عن ممارسة نشاط أو رياضة معينة كان مقبلا فى البداية عليها وفى تلك الحالة فإنكِ ستبدئين فى التساؤل بالطبع عن الطريقة التى يجب عليكِ التصرف من خلالها وكيفية التعامل مع الطفل فى تلك الحالة. وأحيانا قد يكون من الأفضل أن تنتظرى لرؤية ما إذا كانت شكوى الطفل هي بسبب مروره بيوم سيئ لأن مزاجه سيئ في هذا اليوم، ولكن إذا كان الأمر مختلفا فيجب عليكِ أن تبدئي فى النظر للأمر بجدية، وعليكِ فى تلك الحالة أن تسألى طفلكِ لماذا يريد أن يتخلى عن تلك الرياضة أو هذا النشاط وأن تبدئي فى التفكير فى بعض الحلول العملية.
إن الأصدقاء هم جزء أساسى من حياة طفلكِ، ولذلك يجب أن تضمنى أن يكون لدى الطفل وقت كافٍ يقضيه معهم بعد الانتهاء من اليوم الدراسى، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل إذا أصبح كثير الانشغال وليس لديه وقت لأصدقائه فهذا لا يعتبر أمرا إيجابيا بالطبع. لا تستخدمى أبدا مع طفلكِ نظام الرشاوى أو المكافآت لتجبريه على أن يستكمل نشاطا ما بالرغم من عدم إرادته أو فوق طاقته، مع الوضع فى الاعتبار أن أى نشاط يمارسه الطفل يجب أن يكون هدفه المتعة وبناء المهارات.