يحدث لدى العديد من النساء في الأسبوع الأول من الولادة حالات من فرط العواطف والحساسية والتوتر والبكاء وتقلبات المزاج من دون سبب واضح.
وتعتبر هذه الأعراض ظاهرة طبيعية وتستمر عدة أيام، وغالباً ما يكون التغير المفاجئ بكمية الهرمونات والمواد الكيماوية الأخرى المرافقة للولادة هو السبب وراء ذلك.
أما اكتئاب ما بعد الولادة فهو حالة مرضية، وهو أكثر من مجرد شعور بالحزن والتوتر، خاصة عند تراكم المتطلبات والواجبات والمسؤوليات تجاه الطفل والعائلة, إنه شعور بالتعاسة والإحباط واليأس وعدم اهتمام الأم بأيّ شيء يخصها أو يحصل لها مع صعوبة البدء بأي نشاط أو فعالية.
ويحدث اكتئاب ما بعد الولادة في الفترة ما بين الأسبوعين والثماني أسابيع بعد الولادة، ولكن يمكن أيضاً أن يحدث بأي وقت خلال السنة الأولى بعد الولادة.
وكشفت دراسة بريطانية مؤخراً أنّ اكتئاب ما بعد الولادة يحدث لدى امرأة واحدة من كل 10 نساء، كما يمكن أن ترتفع هذه النسبة إلى أربع نساء من كل 10 لدى الأمهات صغيرات السن.
وعلى الرغم من هذه النسبة المرتفعة، إلا أن الكثير من النساء يعانين بصمت حسب إحصاءات الخدمات الصحية الوطنية في بريطانية.
الاكتئاب ما بعد الولادة مرض مثل باقي الأمراض ولذلك على الأم طلب المساعدة, ويفضل مراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي، حيث يمكن معالجة حالات الاكتئاب الخفيفة بمساعدة المعالجين النفسيين، ولكن تحتاج بعض الحالات الشديدة لوصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب ويجب إعلام الطبيب عن الرضاعة الطبيعية وذلك لأخذ الحيطة عند وصف الدواء.