تدرس البرازيل استخدام المناطيد في إيصال خدمة الإنترنت السريع إلى مناطق غابات الأمازون الماطرة التي تمنع ظروف البيئية الطبيعية مدها بتلك الخدمة عبر الوسائل الأرضية التقليدية، وتوفر الأجهزة في تلك المناطيد التي تحلق على ارتفاع نحو 245 مترا فوق سطح الأرض، سرعة اتصال تعادل سرعة شبكات الجيل الثالث (3 جي)، وهي من تطوير معهد أبحاث الفضاء الوطني البرازيلي ضمن خطة حكومية لمد البلاد بإنترنت النطاق العريض، وكان ممثلون من شركة غوغل الأميركية قد توجهوا إلى مدينة ساو باولو البرازيلية الشهر الماضي لبحث إمكانية عقد شراكة في هذا المجال، والاستفادة من خبرة غوغل التي أطلقت مبادرة مماثلة في نيوزلندا حملت اسم "لوون"، ويرى وزير الاتصالات البرازيلي، باولو برناردو، أن هذه العملية مهمة للغاية للمدن المعزولة في الأمازون التي لم تصلها بعد خدمات الإنترنت. فبحسب إحصاءات عام 2010 فإن 250 ألف منزل -نحو 950 ألف شخص- يتصل بالإنترنت في ولاية الأمازون، وذلك من بين 3.5 ملايين شخص يقطنون تلك المنطقة، وفي وقت سابق هذا، الشهر أطلقت وزارتا "الاتصالات" و"العلوم والتكنولوجيا والإبداع" منطاد اختبار في "كاشويرا باوليستا" في مدينة ساو باولو، وبمجرد ارتقاء المناطيد في الهواء مربوطة إلى مركبة، فإنها تتصل عبر الراديو بنقطة ثابتة في المدينة، وتتيح على سبيل المثال إنشاء مؤتمري فيديو باستخدام تطبيق محادثات الفيديو سكايب، ويستطيع المنطاد نقل اتصال لمسافة تصل إلى خمسين كيلومترا، ويشبه هذا المشروع إلى حد كبير مبادرة غوغل التجريبية التي بدأتها في يونيو/حزيران، حيث أطلقت ثلاثين منطادا في سماء نيوزلندا يتولى خمسون مقيما مسؤوليتها بوصفهم "نقاط المنطاد"، وقد أتاحت هذه التجربة توفير اتصال بالإنترنت بسرعة شبكات الجيل الثالث، ويبلغ قياس مناطيد غوغل 15×12 مترا، وهي مصممة للإبحار مع الريح مسافة عشرين كيلومترا في طبقة الستراتوسفير، وهي الطبقة العليا في الغلاف الجوي للأرض، لتوفر تغطية إنترنت أوسع، وتقول غوغل إن مشروعها كان أشبه بالخيال العلمي بعض الشيء لكنه أصبح حقيقة، مشيرة إلى أن توفير اتصالات الإنترنت باستخدام المناطيد أسهل وأرخص من توفيرها عبر الأقمار الاصطناعية.