في سبيل سعيهم لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، درس العلماء آلاف المناطق لتحديد تلك التي لا غنى عنها من أجل استمرار بعض الأنواع، معتبرين أن سبيل حماية تلك الأنواع يكون بحماية بيئتها، ولتحديد أهمية كل موقع فإن العلماء فحصوا بيانات تتعلق بـ173 ألف موقع محمي، و21 ألف و500 نوع من الكائنات، وكان العامل الحاسم هو الطريقة التي يساهم بها الموقع في استمرارية أنواع بعينها، مما يجعله مؤهلا ليكون محمية، وتوصل العلماء إلى أنه بالإجمال فإن 173 منطقة في34 بلدا تم تحديدها كأكثر المواقع أهمية لحماية الأنواع، ورغم أن كثيرا من تلك المواقع تضعها فعليا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ضمن قائمة التراث العالمي، إلا أن أكثر من نصفها ليست كذلك، وتتضمن قائمة تلك المواقع الحديقة الوطنية الطبيعية "سييرا نيفادا دي سانتا مارتا" في كولومبيا، وهي موطن لأنواع مستوطنة ومهددة بالانقراض. إضافة إلى أماكن مثل محميات غابات "بارامو أوراو" الوطنية، والتي يقول عنها الرئيس التنفيذي لمنظمة "رينفورست ترست" الأميركية لحماية البيئة بول سالمان "إنها غير موجودة كموقع محمي إلا بالاسم فقط"، ويضيف سالمان بأنه "بينما من المنتظر أن تكون المواقع المحمية -التي تشكل 13% من مساحة الأراضي في العالم- محمية كما يقترح اسمها، لكن لأسباب عديدة فإن الحالة ليست كذلك"، وتبني هذه الدراسة -التي نشرت في مجلة "ساينس- على دراسات سابقة ألقت الضوء على أهمية زيادة أعداد الأماكن المحمية، لكنها من ناحية أخرى تركز على تحسين جهود إدارة الأماكن المحمية حاليا، وتفصل الدارسة كيف أن العديد من خطط الإدارة المحلية تنطوي على التركيز على "الأنواع الكاريزمية" (مثل الدب القطبي) بطريقة يمكن أن تضر بالنظام البيئي ككل، مما دفع الباحثين للتوصية بضرورة أن تستهدف الحماية تلك الأنواع المهددة بالانقراض -بغض النظر عن صغرها وعدم جاذبتيها- التي تملك التزاما أكبر بحمايتها، كما أوصى المؤلف الرئيسي للدراسة سوزيك مي ساوت بتضمين المواقع الأخرى غير المحمية في قائمة مواقع التراث العالمي، كي تحصل على حقها من الحماية التي يوفرها لها هذا التصنيف.