اختتمت جمعية الآثار البيئية بصبراتة نهاية شهر أغسطس الماضي، برنامجها التوعوي التحسيسي بقيمة وأهمية السلاحف البحرية ودورها في تحقيق التوازن البيئي.
وشمل نشاط الحملة اقامة عدة محاضرات، وتنظيم زيارات ميدانية لنقاط تعشيش السلاحف كبيرة الرأس على طول الشاطىء القريب من مدينة صبراتة، وصولاً إلى جزيرة فروة غرباً.
وكانت الجمعية قد استهلت فعاليات حملتها التوعوية " برنامج حماية السلاحف البحرية من صبراتة إلى فروة 2013 "، بالتعاون مع الجمعية الليبية لعلوم البحار، وجمعيات حماية البيئة بالغرب الليبي، مطلع مايو الماضي بمحاضرة للدكتور ضو حدود، تناولت محاورها التحسيس بالمخاطر التي تتعرض لها السلاحف البحرية ضخمة الرأس، بمافي ذلك التهديدات البيئية، وتداعيات تطور النمو الحضري على السواحل والشواطىء التي تشكل البيئة الملائمة لوضع البيض.
آلاف الأعشاش
كما قدم الباحث شرحاً وافياً عن برنامج الحملة والمناطق المستهدفة على الشواطئ الليبية، بغية اختيار مواقع ووضعها تحت الحماية كمواقع تعشيش للسلاحف البحرية، والمقدرة بنحو 9 آلاف عش على طول الساحل الليبي.
صدمة على الشاطىء
و أقيم على هامش الحملة حزمة من البرامج التحسيسية، والمتابعة الحقلية التطوعية بالتخييم بالشواطئ المستهدفة خلال فترة تعشيش السلاحف البحرية، في الفترة من الخامس والعشرين من مايو وحتى الثلاثين من أغسطس الجاري، ضمن الخطط الرامية إلى تسليط الضوء على التدخلات البشرية والعوامل الأخرى التي تؤدي إلى عزوف السلاحف على اختيار الشواطىء للتعشيش، مثل الأضواء الساطعة التي تزعج السلاحف وتجعلها ترفض الخروج لوضع البيض.
مسؤولية عالمية
من جانبه أوضح المهندس محمود الزواغي عضو الجمعية أن كل شخص يعيش على الأرض عليه مسؤولية تجاه الكوكب بصون محيطه الحيوي، وضمان استمرارية بقاء جميع الكائنات، والحفاظ على الحياة البرية، مشيراً بالقول : إنها ليست بأمر عادي أو مادة نتعلمها، بل أشياء منطقية يجب على كل فرد أن يلمسها.
وفي تعليقه عن حماية هذه الكائنات أضاف : يعتقد العلماء بشكل عام أن السلحفاة الخضراء وسلحفاة منقار الصقر إلى فترة تتراوح مابين 30 إلى 40 سنة لتصل إلى سن البلوغ، وعقب رحلتها التي تستغرق أغلب سنوات عمرها تقطع خلالها آلاف الكيلومترات في البحار ومحيطات العالم، تعود السلاحف إلى الخليج الذي ولدت فيه قبل سنوات عديدة لوضع بيضها، وتخيل الصدمة التي تتلاقها السلاحف فور خروجها من المياه لتجد أن هذا الشاطئ أصبح مغطى بإضاءة الفنادق أو المنتجعات والموانئ والمدن أو أشكال توسع النشاط البشري، لهذا نهدف من برنامج حماية السلاحف في فروة و صبراته، هو حماية مواقع تعشيشها، جنباً إلى جنب مع نقل المعرفة بأهميتها إلى الأجيال القادمة).
قيمة مضافة
قيمة السلاحف البحرية كعنصر جذب سياحي وإحدى مكونات المنتوج السياحي للعديد من الوجهات السياحية في جميع أنحاء العالم آخذ في الازدياد حيث تسعى هذه الصناعة لإثراء تجربة "الشمس والبحر والرمال" التقليدية، كما أن النطاق الجغرافي للسياحة يمتد إلى المناطق التي تنطوي على فرص لالتقاء الانسان مع الحياة البرية، والمناطق الطبيعية، والسكان المحليين، ومثل هذه الأنماط السياحية توسع المفهوم - كما هو الحال مع "السياحة البيئية" و "السياحة المعتمدة على المجتمع المحلي" - لتشمل المشاركة المباشرة للمجتمعات المحلية وتوليد المنافع على حد سواء على البيئة والاقتصادات على مستوى القاعدة.
ومع هذا الطلب المتزايد على معرفة حياة وأنماط عيش السلاحف البحرية لدى شريحة واسعة، وضعت المنطمات الدولية مباديء توجيهية بغية نشر المبادئ والمعايير والنماذج التشغيلية وذلك لضمان الحد الأدنى من الضرر، على موائلها، والمساهمة بفعالية في تلبية احتياجات معايير حفظها بالتعاون مع المجتمعات المحلية.
وقال الزواغي إن تجربة مدينة (لداليان) على الساحل الجنوبي الغربي لتركيا، تشكل قصة نجاح في ايجاد آليات صون الطبيعة وتحقيق الاستفادة منها في خلق مزيد الوظائف، وتبعاً لذلك توفير مصادر دخل، حيث تولد برامج هذه السياحة كمية كبيرة من الدخل للسكان المحليين، فيما بات يعرف بـ (العلاقة التكافلية بين السياحة والسلاحف البحرية)، وأسفرت في المقابل عن ارتفاع عدد أعشاش السلاحف البحرية ضخمة الرأس من 291 إلى 354 عش خلال عامي 2009-2010 في المدينة التركية التي يقصدها آلاف السياح كل صيف لرؤية أعشاش السلاحف البحرية ضخمة الرأس. — at ليبيا.