أجرى وفد حكومي ليبي برئاسة وزير الشباب  فتح الله الزني المبعوث الخاص لرئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى أفريقيا مباحثات  مع عدد من المسؤولين الغينيين في العاصمة كوناكري حول الاسثتمارات الليبية في غينيا و استعادة مزرعة ليبية تبلغ مساحتها 2150 هكتاراً، صادرتها السلطات الغينية في 2020 بقرار من الرئيس الغيني السابق.
والتقى الوفد مع رئيس وزراء غينيا " أمادو ووري "  بحضور وزير الشباب والرياضة الغيني، بوغولا هابا، حيث رحب أمادو بالوفد, معبرا عن دعمه لوحدة ليبيا وتشجيعه لأي تعاون بين البلدين، مؤكدا أنه وجه جميع الوزراء المعنيين في اجتماع مجلس الوزراء الغيني إلى تقديم الدعم والمساندة لانجاح مهمة الوفد الاقتصادي الليبي.
وأعرب رئيس الوزراء الغيني عن شكره للوفد الليبي، مشيداً بالدور التاريخي لليبيا في دعم الاستقرار والتنمية في أفريقيا، مشيراً إلى أن الأوضاع التي تمر بها ليبيا انعكست بشكل مباشر على القارة الأفريقية، مما يبرز المكانة المرموقة التي تحظى بها ليبيا على المستوى القاري.
وأكد أمادو ووري أنه أصدر تعليماته لتسهيل التعاون بين البلدين الصديقين ومعالجة أي عقبات أو صعوبات، وذلك فيما يتعلق بالتنسيق حول الملفات المشتركة مع غينيا،لافتا إلى أن بلاده تواجه تحديات ناتجة عن مشاكل موروثة، مما يستدعي تعزيز التعاون المشترك لمواجهتها.
كما أكد إلتزام غينيا بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية ، مشيراً إلى ضرورة مواجهة التحديات المشتركة بروح أخوية، داعياً الوفد الليبي للشعور وكأنهم في وطنهم الثاني.
بدوره  أشاد القنصل الغيني في ليبيا بالجهود التي بذلت من أجل الترتيب لعقد هذا اللقاء، مشيراً إلى أن الوفد الليبي يمثل ثمرة مفاوضات طويلة جرت في العاصمة طرابلس من خلال عدة اجتماعات  برعاية المحفظة خلال الفترة الماضية بالعاصمة ، موضحاً أن هذه الزيارة تعد الأولى على مستوى رفيع بين البلدين منذ 13 عاماً، معرباً عن شكره لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الغيني مامادو دومبويا على دعمهما لهذه الجهود.
من جانبه، نقل وزير الشباب فتح الله الزني تحيات رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، إلى رئيس الوزراء الغيني والجنرال دومبويا رئيس الجمهورية، متطرقا إلى اللقاءات التي جمعته بنظيره الغيني في ليبيا، والتي شكلت فرصة مثمرة لطرح عدة موضوعات من أهمها أهمية فتح آفاق الاستثمار بين البلدين، وتعزيز التعاون مع محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار.
ونوه الزني باللقاء المُثمر الذي انعقد مع الشركة الغينية للنفط (سوناب) مؤكداً أن النقاشات ستستمر بين الفرق الفنية، مشيرا إلى توجيه المحفظة لوضع خطة لإعادة تفعيل مزرعة سيلجيديا.
واستهل الوفد الليبي  زيارته بلقاء وزير الشباب الغيني فرانسواه بوقولا وعدد من المسؤولين الغينيين، حيث جرى التباحث حول استعادة ملكية المزرعة التي تعد أكبر مزرعة لإنتاج المانجو والأناناس في غرب أفريقيا، وتضم مصنعاً للعصائر وسبع بحيرات بعد أن أصدرت المحكمة العليا الغينية مؤخراً حكماً يقضي بإبطال قرار الرئيس السابق.
وقالت محفظة ليبيا افريقيا للاستثمار أن ابطال القرار القاضي بمصادرة المزرعة الليبية يعد تطوراً مهماً في سياسة حكومة الوحدة الوطنية في استعادة وتسوية الملفات العالقة المتعلقة بالاستثمارات الليبية في القارة الأفريقية، كما تعكس حرص مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار على استعادة جميع ممتلكات المحفظة في القارة الإفريقية.والتقى الوفد الليبي أيضا مع وزير الشؤون الخارجية والتكامل الأفريقي والغينيين المقيميين في الخارج، موريساندا كوياتي.
وأشاد  وزير الخارجية بالتعاون المستمر بين البلدين، وقال: إن شركة سيلجيديا الليبية الغينية تعتبر زهرة التعاون بين البلدين، مؤكدا أن الكوادر بين الجانبين سيعملون معا للنهوض بهذه الاستثمارات المشتركة وأنه قد تم إبلاغ جميع الوزارات للتعاون والعمل معا
من جانبه، شدد  الزني خلال اللقاء  على موقف ليبيا الداعم لغينيا في مرحلتها الانتقالية، وعلى أن حكومة الوحدة الوطنية تؤكد احترامها لخيارات التغيير في الدول الأفريقية، فليبيا منذ استقلالها عام 1951 كانت تتوجه نحو أفريقيا، وكان خيار الشعب الليبي دائماً دعم الوحدة الأفريقية، مشيراً في حديثه إلى أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين، ومشيداً بمواقف غينيا التاريخية الداعمة للوحدة الوطنية الليبية.
كما أجرى الوفد الليبي مباحثات مع المدير العام للشركة الوطنية للنفط في غينيا،  لانسني كوندي، الذي  قدم  شرحاً عن تاريخ الشركة، التي تأسست في عام 2021 خلفاً لشركة الهيئة الوطنية للنفط.
وأوضح أن مهمة الشركة تتضمن إمداد الجهات المعنية بالنفط والتنقيب عنه في البحر والساحل، مع الالتزام بتطبيق السياسات الخاصة بتوزيع النفط في جميع أنحاء البلاد.
وضم الوفد الليبي عددا من المسؤولين ، من بينهم مصطفى أبوفناس، رئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، وخليفة الشيباني، عضو مجلس إدارة المحفظة، و محمد محجوب، المدير العام لشركة "لايكو"،والقائم بالأعمال بالسفارة الليبية في غينيا، بالإضافة إلى مندوب عن ديوان المحاسبة، وعدد من المسؤولين بالمجموعه الاقتصادية القابضة وشركة تطوير للاستثمار الصناعي.