توصلت دراسة علمية أجراها باحثون في بريطانيا والصين إلى أن احد أدوية علاج الصرع يمكن أن يساعد في إطالة فاعلية العلاج الكيميائي لسرطان المعدة.
وأوضح الباحثون أن دواء الصرع المسمى «ستيريبنتول» (Stiripentol) يستهدف «اللاكتات»، وهو المنتج الذي يتراكم عندما تُحوِّل الخلايا السرطانية المواد الغذائية إلى طاقة ومصدر غذاء لها بهدف الانتشار في الجسم، وفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، في دورية «نيتشر».
وخلال الدراسة التي قادها باحثون من «معهد أبحاث السرطان في لندن» وجامعة «سون يات سين» في الصين، فحص الفريق أنسجة 24 مريضاً بسرطان المعدة، منهم 15 عانوا مقاومة الأنسجة للعلاج الكيميائي، ما أدى لاستمرار نمو الأورام.
ووجد الباحثون أن «اللاكتات» التي تتراكم في الخلايا السرطانية كانت أكثر وفرة في أنسجة السرطان المقاومة للعلاج الكيميائي.
كما وجدوا أيضاً أن «اللاكتات» تلعب دوراً في تغيير هيكل بروتين مهم يشارك في إصلاح الحمض النووي للخلايا السرطانية، ما يؤثر على كفاءته؛ لذلك يعتقد الباحثون أن «اللاكتات» قد تكون مسؤولة عن إيقاف فاعلية العلاج الكيميائي في أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان البنكرياس والرئة والمبيض.
ولاختبار ما إذا كان منع تراكم «اللاكتات» يمكن أن يجعل العلاج الكيميائي يعمل لفترة أطول، استهدف الباحثون إنزيماً يسمى «LDHA» المسؤول عن تراكم «اللاكتات» في الخلايا السرطانية، باستخدام دواء «ستيريبنتول».
أظهرت الدراسة على الفئران المصابة بسرطان المعدة أن العلاج بـ«ستيريبنتول»، بالتزامن مع العلاج الكيميائي أدى إلى تقليص حجم الأورام بشكل مستمر لمدة 4 أسابيع بعد العلاج.
وبدأ الباحثون الآن تجارب سريرية على البشر المصابين بسرطان المعدة لمعرفة ما إذا كان دواء «ستيريبنتول» يمكن أن يعيد فاعلية العلاج الكيميائي للمرضى الذين أصبحوا مقاومين للعلاج.
وقال الباحثون إنه إذا أثبتت التجارب السريرية نجاحها، فيمكن أن يكون لهذا الاكتشاف تأثير كبير في تحسين نتائج العلاج لمرضى سرطان المعدة، وربما أنواع أخرى من السرطان أيضاً.