الفيلا الموجوده في منطقة سيلين وهو عبارة عن استراحة من ايام الرومان وتم اكتشافها في الثمانينيات ..
تعد" فيلا سيلين" إحدى الفلل التي شيدها أثرياء الرومان خارج أسوار المدن، حيث تعد هذه المباني من أجمل المعالم الأثرية إذا ما استشهدنا بالاهتمام الذي أولاه الرومان لاقامة مثل هذه البيوتات، حيث نجد أنهم شيدوا بها الجدران المرمرية والحدائق الزاخرة بأشجار الفاكهة والزهور وسط نوافير المياه لتكون متنفساً يلجأ إليه ملاك البيوت خلال فصل الصيف، إلى جانب إقامة الاروقة المعمدة التي تظلل جوانب البيت بسقف محمول على صفوف من الأعمدة والاقواس المزينة بنقوش، كما زودت الممرات بمصاطب للجلوس أثناء جلسات السمر تحت ضوء القمر ، وكان داخل المنزل فسيح به قاعات واسعة حولها غرف الجلوس والأكل والنوم والمكتبات التى بلطت أرضياتها بالفسيفساء والرخام ورسمت على جدرانها لوحات جصية ، ووضعت على جنباتها تماثيل .
ويعود تاريخ بناء دارة وادي يالة أو فيلا سيلين إلى نهاية القرن الثاني وبدايات القرن الثالث للميلاد، وتحوى الدارة على 46 غرفة موزعة على ثلاثة جوانب لفناء كبير يطل على البحر من الجانب الرابع الذي يبعد بنحو 10 امتار عن الشاطئ ، وكانت تحيط بالفناء أروقة معمدة بأعمدة من الحجر الجيري المغطى بملاط أحمر وأرضيتها من الفسيفساء، وتتوسطه حديقة يعتقد بأن بها بركة مياه، وتبلغ مساحة الدارة إلى مايقارب 800 متر مربع، وتعد ألواح الفسيفساء من أبرز ماتحويه الدارة بدقة حبيباتها وجماليات ألوانها ورسوماتها، حيث كشفت الحفريات الأثرية على مايقارب من 400 متر مربع من أرضيات الفسيفساء الرائعة التي تصور لمحات من الحياة في المدن الرومانية كما شاهدها معاصروها من الرومان، وبعض الأساطير والمعتقدات السائدة خلال مراحل تاريخية مختلفة، ومن أبرز تلك الألواح أرضية الأروقة التي تمتزج فيها مشاهد لأشكال بشرية وهندسية وأصص من أغصان لولبية مزخرفة، وأخرى تصور أقزاماً وهم يتعاركون مع تماسيح وطيور اللقلق حاملين عصى للدفاع عن أنفسهم ويلبسون دروعاً وبعضهم يرتدي خودات على شكل نصف أمفورة وأخرى بحواف عريضة، وصور المشهد على ضفة بحيرة تحفها نباتات بها أزهار وبط.