لا شكّ أنّ القراءة أحد المعايير الأساسيّة التي تدلّ على درجة تحضّر كلّ أمّة من الأمم، والأمم التي لا تقرأ لا يتوقّع منها أن تبني حضارة، كيف وهي تهمل أعظم أداة وهبها الله إيّاها لتغذية العقول وسقايتها بعبر الماضي وجديد الحاضر وآفاق المستقبل.
ينبغي علينا أولاً أن نسعى لتصحيح موقع القراءة في حياتنا، فهي ليست هواية كما هو معروف وشائع، بل هي ضرورة لابدّ منها، القراءة ليست ترفاً يملأ المرء فيه وقت فراغه، وإنّما هي أداة المعرفة الأولى التي تبني فكر الإنسان وقيمه وسلوكه، وإلا لما كانت هي الكلمة الأولى التي نزلت في وحي السماء على خاتم أنبياء الله ورسله، بالقراءة تنمو مدارك الإنسان، ويكتمل وعيه
وبها يتحصّن لمواجهة الجهل والخرفات والأوهام، من خلالها يعرف أخبار الماضي وما كان فيه ليتلمس منه المواعظ والعبر والدروس ومن خلالها أيضاً يكتشف أحوال حاضره وما يدور حوله ومن خلالها أيضاً يستشرف مستقبله ويخطط له
وقد حددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" منذ عام 1995 يوم الثالث والعشرين من نيسان من كلّ عام يوماً عالمياً للكتاب وحقوق النشر والملكية الفكرية كخطوة على طريق إعادة مكانة القراءة في حياة الإنسان، وتشجيعاً لتنشيط نشر ثقافة القراءة، والحفاظ على دور الكتاب وأهميته ومكانته في حياة الأفراد والمجتمعات.