ذكر تلفزيون البى بى سي " أن الصراع المتفاقم حالياً بين الكيان الاسرائيلي والفلسطينيين تسبّب في إحراج كبير للحكومات العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل مؤخراً .
وقال البي بى سى " فى تقرير له تحت عنوان " التصعيد في غزة يحرج الحكومات العربية التي طبّعت مع إسرائيل " لقد روّج كثيراً للاتفاقيات التي سميت بـ"اتفاقيات أبراهام"، وشملت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لكنها كانت ستكون دوماً، رهينة للأحداث على الأرض ، مشيرا إلى هذه الاتفاقيات ، التي لاقى إبرامها ضجة كبية في الأشهر الأخيرة من إدارة ترامب، إضفاء طابع رسمي على علاقات العديد من الدول العربية مع إسرائيل ، وكانت الحافز للشروع في تعاون غير مسبوق معها، في قطاعات واسعة، منها الأمن والاستخبارات.
وأضاف التقرير أنه في غضون أسابيع من التوقيع على الاتفاقيات في واشنطن، تلقى رئيس وكالة المخابرات الخارجية الإسرائيلية، الموساد، ترحيباً خاصاً وكبيراً في الخليج ، وذلك أمر لم يكن من الممكن تصوره حتى قبل عام من التوقيع .. و اليوم تجد حكومات الدول الموقعة على الاتفاقية، نفسها في موقف غير مريح على الإطلاق، خصوصاً الإمارات والبحرين .
وأوضح التقرير أنه بعدما أخبرت تلك الحكومات شعوبها بفوائد التعاون مع إسرائيل في مجالات التجارة والسياحة والبحوث الطبية والاقتصاد الأخضر والتنمية العلمية، تجد نفسها الآن في وضع محرج "مجازيا " إذ تظهر لقطات تلفزيونية على مدار 24 ساعة قصف إسرائيل لغزة، وتهديد الفلسطينيين بإجلائهم من منازلهم في القدس الشرقية واقتحام الشرطة مؤخراً لحرم المسجد الأقصى في القدس .
وأشار التقرير إلى أن السعوديين الذين تعرضوا لضغوط شديدة من الولايات المتحدة للقفز في عربة التطبيع، يتنفسون الصعداء لأنهم لم يقوموا بذلك، ربما خوفا من حدوث شيء مثل هذا بالتحديد .
ووفقا للتقرير فان القدس، باعتبارها ثالث الحرمين بعد مكة والمدينة، تحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين والعرب في جميع أنحاء العالم، لذا فقد لمست الأحداث في المسجد الأقصى، وتراً حساساً عند السعوديين، وغيرهم في المنطقة .
ونقل تلفزيون البي بي سي عن " مايكل ستيفنز" الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد سيرفيس للأبحاث في لندن، قوله إن الوعود العربية بأن اتفاقات أبراهام ستمنح دولاً مثل الإمارات العربية المتحدة بعض النفوذ على إسرائيل لمساعدة القضية الفلسطينية اتضح أنها جوفاء . علم الحكومات العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل أن لديها الكثير لتكسبه من تلك الشراكة الجديدة، خصوصاً في مجال التكنولوجيا المتطورة، ولكن ليس على حساب إثارة الاضطرابات الداخلية في بلدانها ، وأنه في الوقت الحالي، لا يمكنهم تحمل أن يُنظر إليهم على أنهم قريبون من دولة تقتل الفلسطينيين، مهما كانت استفزازات حماس .
وقال مايكل ستيفنس: "لا يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تتخلى عن اتفاقيات أبراهام، لكن العلاقات ستظل في وضع ثابت حتى تهدأ الأحداث ..مبينا أنه من الناحية العملية، هذا يعني أن الاتصالات الثنائية ستستمر في السر، خلف الأبواب المغلقة، كما حدث لسنوات، ولكن ربما تكون أيام المؤتمرات الصحافية المشتركة التي يتبسم فيها السفراء، قد انقضت في الوقت الراهن .