أبدى الفرنسيون عدم تحمس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية في دورتها الثانية التي جرت يوم الأحد الماضي 28 من يونيو المنصرم، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركين فيها الـ 40 في المائة من مجمل الـ 16 مليون، المدعون إلى المشاركة ، وفاز خلالها حزب الخضر وحلفاؤه اليساريون برئاسة المجالس المحلية في مدن مهمة مثل ليون وستراسبورغ وبيزانسون، فيما مني حزب "الجمهورية إلى الأمام" الوسطي، الذي يقوده الرئيس إيمانويل ماكرون،بهزيمة وفشل في الفوز بمجلس أي من المدن المهمة، لتثبت هذه الانتخابات ان حزب ماكرون، يفتقر محليا، إلى الشعبية . وقد جرت الانتخابات في أجواء من الانهيار الاقتصادي وارتفاع أرقام البطالة والخوف من المستقبل وبعد شهرين من الحجر في المنازل، ولم يتأخر الرئيس ماكرون في التعبير عن "قلقه" من ضعف الإقبال عليها لما في ذلك من إضعاف للديمقراطية ولممارستها . ووصف المتابعون للانتخابات عدم تخطي نسبة المشاركة لعتبة الـ 40 في المائة، وهي الأدنى في تاريخ هذا النوع من الانتخابات التي عادة يتدافع إليها الناخبون لأنها تمس قراهم ومدنهم وحياتهم اليومية المباشرة، بأنها أعادت تشكيل المشهد السياسي في البلاد، حيث أصيب حزب ماكرون بنكسة مؤلمة بينما برز حزب الخضر كقوة سياسية مركزية يحسب حسابها ويتيعن أخذها بعين الاعتبار للاستحقاقات القادمة.