بمجرد ذكر "الرضاعة الطبيعية"، سرعان ما تتوارد عشرات النصائح والآراء من الأمهات، وما يمكن لهذه الهبة أن تقدمه للرضع من فوائد، ورغم ذلك، هناك الكثير من الحقائق حول الرضاعة الطبيعية لا يعلم عنها الكثيرون شيئا.

1- الشعور بالألم طبيعي في البدايات

من المعروف أن المواليد الجدد يلتصقون بأمهاتهم وينجذبون لهن بشدة في ساعاتهم الأولى، ويُقبلون غريزياً على طلب الرضاعة. وقد تشعر الأمهات بالألم مع بدء عملية الإرضاع بسبب عدم اختبارهن لمثل تجربة تحفيز عملية إدرار الحليب سابقاً، أو نتيجة ضغط فم الرضيع الخاطئ. لذلك فإنه من الضروري استشارة اختصاصي الرضاعة عند الحاجة.

2- قد تعانين من تشنجات في البطن

يعتبر هرمون "أوكسيتوسين" مسؤولاً بشكل رئيسي عن إفراز حليب الأم، ويحفز رحمها على العودة إلى حالته الطبيعية، لذلك فإن تشنجات البطن التي قد تصاحب فترة ما بعد الولادة بسبب هذا الهرمون ليست أمراً مقلقاً، بل إنها إشارة إيجابية على استعادة الجسم لعافيته.

3- حليب الأمهات مختلف عن غيره

خلال الأيام الأولى، تبدأ الأم بإفراز أول حليب بعد الولادة أو ما يدعى "اللبأ"، ويتميز باللون المصفر، ويكون الحليب في هذه المرحلة أكثر كثافة من المراحل التالية من الرضاعة وغنياً بالبروتين. ويصبح حليب الأم ما بين اليوم الثالث والسابع بعد الولادة منقسماً إلى جزءين، يكون الجزء الأول أقل كثافة وقد يظهر بلون أزرق باهت ، والثاني أكثر احتواءً على الدهون وأكثر كثافة من الجزء الأول بقوام كريمي.

4- مكوناته مثالية للطفل

مكونات حليب الأم تختلف في مراحله الأولى حسب حالة واحتياجات طفلك، حيث يعتبر حليب الخدج أكثر احتواءً على البروتين والدهون وخالياً من الأحماض الأمينية والصوديوم خلال الأسابيع الأولى للولادة.

5- لا خوف من احتواء أحد الثديين على حليب أكثر من الآخر

بحسب الدراسات، وجد أن ثلثي الأمهات تفرز حليباً في ثديهن الأيمن أكثر من الأيسر، فلا داعي للقلق من ذلك لأنه أمر طبيعي.

6- الحجم ليس دلالة على كمية الحليب

لا يمكن إرجاع كمية الحليب التي تفرزها الأم إلى حجم الثدي، إذ يلعب عدد من العوامل في تحديد كمية الإفراز أبرزها تواتر مرات الرضاعة وتغذية الأم بشكل عام.

7- رائحتك المميزة تجذب رضيعك

يمكن للرضيع التعرف على أمه من بين حشد من الأشخاص من رائحتها فقط.

8- الرضاعة الطبيعية تعزز الاسترخاء

بعد مضي أيام وأسابيع على الولادة، واعتياد الأم على إرضاع طفلها وتخلصها من الآلام، تبدأ عملية الإرضاع بتحفيز إفراز هرمون "أوكسيتوسين" الذي يساعد الأم ورضيعها على الاسترخاء ويمنحهما مزاجاً جيداً.

9- الرياضة القاسية ليست خياراً جيداً

يحتاج جسم الأم إلى الطاقة للحفاظ على توافر حليب الإرضاع، إذ تقوم الرضاعة الطبيعية المستمرة بحرق نحو 500 سعرة حرارية يومياً، لذلك فإن 30 دقيقة فقط من التمارين المعتدلة كافية.

10- بعض أنواع الطعام تحفز إفراز الحليب

يحتاج جسم الأم إلى حوالي 400 سعرة حرارية إضافية كل يوم في فترة الرضاعة الطبيعية لإفراز الحليب، لكن نوع الطعام أيضاً له دوره في ظهور الحليب، إذ يوصي الخبراء باختيار الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحم الخالي من الدهون والبيض والبقوليات ومنتجات الألبان، واختيار الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات الطازجة لمساعدتك على تحسين جودة الحليب وكميته.

11- تناول السوائل مهم

احرصي على تناول كمية كافية من السوائل وزيادتها قدر الإمكان، مع الاعتياد على تكرار تناول المياه خلال اليوم قبل البدء بالشعور بالعطش، حيث يجب شرب كوب واحد قبيل البدء بإرضاع طفلك. وبالنسبة للأمهات اللواتي لا يحبذن فكرة شرب المياه بكثرة، يمكن لهن اختيار الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بالسوائل.

12- الطفل يتذوق ما تتناولينه

يتذوق طفلك الأطعمة التي تتناولينها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. لذلك تأكدي من اتباع نظام غذائي معتدل ومتنوع قدر الإمكان، وانتبهي إلى الأطعمة التي تسبب نفخة المعدة أو تلك الغنية بالتوابل التي قد تسبب إزعاجاً لطفلك، ولا تنسي التخفيف من الكافيين.

في نهاية المطاف، قد تختلف تجربة الرضاعة الطبيعية من أم لأخرى، فلا مانع من الاستماع إلى الآراء والنصائح المختلفة، ولكن يحب أيضا التعرف على رغبات طفلك، والإصغاء إلى مشاعر الأمومة، والتشاور دائماً مع اختصاصي الرعاية الصحية