استقبل رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري الاثنين وفد مشائخ وأعيان المنطقة الشرقية بحضور مقرر المجلس محمد أبو سنينة ورئيس مجلس درنة البلدي عوض بلعدج وعديد من رؤساء مجالس وبلديات المنطقة الشرقية، في مقر المجلس بالعاصمة طرابلس، للتباحث حول الأحداث الجارية في مدينة درنة. حيث رحّب المشري بوفد المشائخ والأعيان مؤكدًا على أهمية لم الشمل وتظافر الجهود لإنهاء مأساة هذه المدينة التي تعتبر عصب ليبيا بثقافتها وتاريخها، و تجنيب المدينة ويلات الحرب والمحافظة على المدنيين وممتلكاتهم، موضحاً أن مشكلة درنة متشابكة ولكنها ممكنة الحل، مشدداً على ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات وعدم إعطاء أية ذريعة لتدمير المدينة. هذا وأكد مشائخ وأعيان المنطقة الشرقية على أن درنة عبارة عن ليبيا مصغرة، واصفين إياها بالبوتقة التي انصهرت فيها كل الأطياف والقبائل الليبية، مضيفين أن هذا يجب ألاّ يكون ذريعة لصراع قبلي، مؤكدين أن هذه فتنة مفتعلة وغير صحيحة، يجب نبذها ومحاربتها، مطالبين بالسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول للمدينة وعدم عرقلتها من الطرف المحاصر. وتابع الأعيان أن مدينة درنة تقدم رسائل حضارية، وأن خطوة إيقاف النار من طرفها خطوة مباركة، مطالبين بتقديم حسن النوايا من الطرف الآخر، موضحين أن درنة ما تزال محاصرة بالرغم من إيقاف النار ولا يدخلها شيء من الإمدادات الإنسانية، مؤكدين أن سكان درنة لن يسمحوا أبدًا بالعبث بمصيرهم خاصة بعد تحربة داعش، وأنهم لا يتحملون وزر ما فعلته داعش، وأن مرجعيتهم هو الاتفاق السياسي ومؤكدين تبعيتهم لحكومة الوفاق على الصعيد التنفيذي. وفي ختام اللقاء أبدى المشري استعداد المجلس الكامل للمساعدة في حل الأزمة وإنهاء حصار المدينة، مؤكداً على أن التواصل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالغ الأهمية لتوضيح الأمور على حقيقتها، وأن غياب البيانات الرسمية يؤثر بشكل سلبي ويزيد من الأزمة في ظل التأجيج الإعلامي.