بعكس ما يمكن أن نتوقّع، فإنّ الأطفال يمكن أن يتعرّضوا لإرتفاع في منسوب الكولستيرول في الدمّ. كما نعرف، فإنّ ارتفاع حالات البدانة بين الأطفال، صار مؤشراً إلى الكثير من المشاكل الصحية التي قد تصيب الأولاد في عمر صغير نسبياً. . ما السبيل لحماية أطفالنا من هذا الخطر المميت؟ إليك بعض الإجابات.
كما نعرف فإنّ ارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم مرض يطال الراشدين في الغالب، لهذا فإنّ ظهوره عند الأطفال يعدّ أمراً نادراً وشديد الخطورة. وفي العادة، ينتج هذا الإرتفاع عن محفزات وراثية، إلى جانب السمنة، والنظام الغذائي الغني بالدهون، خصوصاً إن كان الطفل يتناول الكثير من المأكولات الجاهزة مثلاً والتشيبس والمشروبات الغازية والحلويات.
وللتعاطي مع هذه المشكلة، يجدر التعاطي مع كلّ حالٍ على حدة. فإذا كان ارتفاع الكولستيرول لا يزال معتدلاً، يمكن أن ننقذ أطفالنا من خلال اعتماد حمية غذائية بإِشراف اختصاصي. لكنّ تناول أي دواء يبقى ممنوعاً، خصوصاً قبل مرحلة البلوغ. أمّا إذا كان ارتفاع منسوب الكولستيرول حاداً، فإنّ ذلك يرجّح فرضيّة الإصابة بمرض وراثي. إن كان المرض منقولاً من أحد الأبوين فقط، يمكن استخدام أدوية خاصة في هذه الحالات، تحت إشراف الطبيب. أمّا إذا كان المرض منقولاً من الأبوين معاً، وهذه حالة نادرة جداً، لا يمكن الشفاء إلا من خلال عملية زرع كبد، أو عملية تنقية الدم من الكولستيرول السيء.
بعيداً عن الحالات المرضيّة المستعصية، فلنعد إلى العلاقة بين السمنة عند الأطفال وارتفاع منسوب الكولستيرول في الدم لديهم. من الضروري في هذه الحالة، مراقبة نمط حياة الأطفال، وحثّهم على اكتساب عادات صحيّة. والأهم هنا هو تشجيعهم على ممارسة الرياضة، وفرض نظام غذائي صحي يتألف من ثلاث وجبات أساسية. كما يجب تعويد الأطفال على تناول الكثير من الخضار والفاكهة، والإبتعاد عن السكاكر والتشيبس والوجبات الجاهزة والبطاطا المقليّة. لا تنسي أنّ السمنة عند الأطفال ليست عارضاً عابراً، بل مرض يجب أخذه على محمل الجدّ. في هذه الحالة، يجب أن تكوني أمّاً قاسية في بعض الأحيان، وتطلبي مساعدة اختصاصي تغذية وطبيب أطفال إن اقتضى الأمر. وهذا العلاج الصارم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ طفلك من أمراض القلب والشرايين