طفلى قصير القامة مقارنة بأقرانه».. عبارة يسمعها الأطباء المتخصصون فى عياداتهم من الأمهات وهن يتابعن خطوات أطفالهن الأولى على الأرض.والسؤال.. هل قصر القامة لدى الأطفال مرجعه فقط إلى العوامل الوراثية؟ أم أن هناك عوامل أخرى تتدخل فى ذلك؟
الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن قصر القامة فى بعض العائلات ليس مرجعه فقط إلى العوامل الوراثية، بل إن سوء التغذية المزمن يتدخل فيه بصفة أساسية إلى جانب بعض العوامل البيئية التى تتعرض لها الأسرة. والغريب أن نحو 32% من أطفال العالم يتعرضون لنقص النمو فى الطول بسبب سوء التغذية، وغالبا ما يصاحب قصر القامة مضاعفات أخرى لسوء التغذية منها التأخر فى التحصيل الدراسى وضعف المناعة وقلة المجهود العضلى والذهنى وأمراض نقص المغذيات الدقيقة مثل الأنيميا ونقص فيتامين (أ) بالإضافة إلى ما ينتج عن قصر القامة من مشكلات صحية مثل الإضطرابات النفسية والسمنة.
ويوضح د. أحمد يونس استشارى طب الأطفال أن الاستدلال على قصر القامة يمكن معرفته بملاحظة الأطفال منذ ولادتهم وخلال مراحل نموهم المختلفة مع مقارنة معدلات النمو فى الطول والوزن بالمعدلات الطبيعية المتعارف عليها، وكذلك الإستعانة بمنحنيات النمو فى المراكز الطبية المتخصصة. وعن العناصر الغذائية اللازمة لنمو القامة يوضح استشارى الأطفال أنها تنحصر فى أغذية الطاقة وتمثلها المواد الكربوهيدراتية وتتوافر فى العسل بأنواعه والمربى والحبوب مثل الأرز والذرة والقمح ومنتجاته كالدقيق والمكرونة والخبز والدرنات كالبطاطس والبطاطا.
أما الدهون فتتوافر فى المسلى والقشدة والزبد والزيوت وتعمل الدهون على امتصاص الفيتامينات التى تذوب فى الدهون مثل أ، د التى لها دور مهم فى النمو ونقص مغذيات الطاقة يؤدى إلى استهلاك البروتينات لاستخدامها فى الحصول على الطاقة مما يؤثر على معدلات النمو ويؤدى إلى قصر القامة.
ثانياً: البروتينات لها دور أساسى فى تكوين خلايا الجسم وتكوين العضلات وأعضاء الجسم وتكوين العضلات وأعضاء الجسم المختلفة، وللبروتينات أهمية قصوى لعمل هرمون النمو، كما أن نقصها يلازم نقصاً فى عناصر أخرى مهمة لنمو القامة مثل الحديد والزنك والنحاس والكالسيوم وفيتامين (أ).
ثالثاً: المعادن مثل الكالسيوم، ويعتبر من أكثر المعادن الموجودة فى جسم الإنسان ويتركز 99% منه فى العظام والأسنان، ونقصه يؤثر على نمو القامة ويسبب مرض الكساح وضعف تكوين الأسنان فى الأطفال ولين وهشاشة العظام فى الكبار، وأفضل مصادره الألبان ومنتجاتها والأسماك والبيض والسمسم والطحينة والعسل الأسود والبقول الجافة والحبوب الكاملة والخضراوات الورقية. كما يعتبر الزنك من العناصر المهمة فى نمو وانقسام كل خلية من خلايا الجسم ويؤثر فى عمل الإنزيمات والهرمونات. ويسبب النقص فى الزنك قصر القامة وتأخر البلوغ، وأفضل المصادر الغذائية للزنك الأطعمة البحرية واللحوم والبيض، ومن المصادر النباتية البقول والحبوب الكاملة والبصل. هذا بالإضافة إلى اليود والماغنسيوم والفيتامينات اللازمة لنمو العظام وتنشيط خلاياها كفيتامين أ، د، هـ.
وأخيراً فإن تناول الأطعمة الغنية فى محتواها من فيتامين ج مع الكالسيوم أوالحديد يساعد على امتصاص هذه العناصر، كما أن تناول الخميرة البيرة يومياً مع ملعقة عسل نحل يعتبر غذاء مفيدا جداً لاحتواء الخميرة على أحماض أمينية ومجموعة فيتامينات ب المركب ومعادن، مع ضرورة تجنب تناول المشروبات الغازية حتى لاتعوق امتصاص الكالسيوم كذلك الأغذية المضاف إليها مواد حافظة والأغذية الملونة أو المحتوية على ألوان صناعية