اسدل الستار في العاصمة الإسبانية مدريد على أنشطة وفعاليات الدورة الثانية والثلاثون لمعرض (فيتور) السياحي 2013، ، بمشاركة 9 آلاف عارض، يمثلون 170 دولة ومؤسسة ومنظمة عالمية، بما في ذلك ليبيا الممثلة بجناح وزارة السياحة.
وتأتي مشاركة ليبيا بعد انقطاع دام سنتين عن المشاركة في المعرض، الذي يشكل أحد أهم وأبرز الأحداث السياحية على خريطة المعارض الدولية، بغية استئناف برامج الترويج والتسويق للمنتوج السياحي، وفق رؤية ليبيا الجديدة، جنباً إلى جنب مع مباشرة التواصل مع المنظمات العالمية التي سجلت حضورها بالمعرض.
وحظي الجناح الليبي الذي بلغت مساحته 170 متر مربع، بمتابعة واسعة من قبل الزوار، ومدراء شركات السياحة الاسبانية، ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، للاطلاع على آخر المستجدات على صعيد البرامج السياحية، وفرص الاستثمار في المجال السياحي الواعد في ليبيا.
كما شارك الوفد الليبي برئاسة، وزيرة السياحة المهندسة اكرام باش امام، والدكتور عبدالسميع المحبوب وكيل الوزارة، في جلسات المنتدى الإفريقى للاستثمار السياحي، الذي انتظم بمساهمة وزارة الخارجية الاسبانية، ومنظمة السياحة العالمية.
وناقش المنتدى الإجراءات العملية لتدليل المعوقات والتحديات التي تواجه قطاع الاستثمار السياحي في القارة، وسبل دعم المحفزات وعوامل الجذب، لاسيما قطاع الطيران الذي يشكل أحد أهم التحديات التي تواجه الدول الإفريقية، فضلاً عن مناقشة سياسة الأجواء المفتوحة، التي تتيح تنقل السياح بانسيابية بين دول العالم بعيداً عن تعقيدات إجراءات منح التأشيرات، التي من شأنها أن تحقق فائضاً بقيمة 206 مليار دولار أمريكي كعائدات سياحية.
وفي هذا الصدد، صرح الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، السيد طالب الرفاعي، قائلاً: إن السياسة التقييدية الشاملة على تأشيرات الدخول تعني فرصاً ضائعة للنمو الاقتصادي والوظائف، يمكن أن تولَدها السياحة في المقاصد، فالمسافرون يعتبرون تأشيرات الدخول معاملات تستلزم تكاليف، وهذا قد يشكل رادعاً للسفر إذا كانت التكاليف - سواء نقدية أو غير مباشرة - بما في ذلك المسافة وفترات الانتظار والخدمة، تتخطى عتبة معينة).
وقدم الوفد الليبي بالمشارك بالمنتدى عرضاً توضيحياً، عن فرص الاسثتمار السياحي، اشتمل على تقديم معلومات عامة عن ليبيا، والمناطق المستهدفة بالإستثمار، مزوداً بشروح وصور وخرائط توضيحية للمواقع والمدن الليبية، ومواقع الجذب السياحي فيها.
كما كان لمعالى وزير السياحة مشاركة متميزة في منتدى الحوار حول التحديات والبدائل والفرص المتاحة في قطاع السياحة بدول الربيع العربي، شرحت خلالها الوزيرة، رؤية ليبيا وتطلعاتها للنهوض بصناعة السياحة في ظل التحديات القائمة في منطقة شمال أفريقيا التي حققت العام المنصرم، نسبة زيادة بلغت 9 بالمائة في أعداد السياح، مقارنة بالعام 2011، بحسب آخر تقرير احصائي صادر عن منظمة السياحة العالمية، الذي كشف عن تخطى عدد السياح الوافدين الدوليين في 2012 حاجز المليار سائح (1،035 مليار) للمرة الأولى في التاريخ، مرتفعاً من 996 مليون سائحٍ في 2011.
وعلى هامش أنشطة المعرض التقت وزيرة السياحة، مع (ايزبيل ماريا بوريتو كورتين) وزيرة الدولة للسياحة الاسبانية، بهدف مناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التدريب وتأهيل الموادر البشرية، وإدارة المقاصد السياحية.
وفي تصريحات صحفية عقب الاجتماع قالت السيدة (ايزبيل ماريا بوريتو كورتين): يعتبر اجتماعنا اليوم مع وزيرة السياحة في ليبيا بداية لتعزيز علاقات التعاون الثنائية بين ليبيا واسبانيا في المجال السياحي، لاسيما وأن اسبانيا دولة رائدة اوربياً ودولياً في هذا المجال، كما تمتلك اسبانيا خبرة طويلة تمتد زهاء 60 عاماً، وأصبح معها القطاع يشكل أحد أهم روافد الاقتصاد الاسباني، الذي تشكل فيه نسبة 11% من الدخل القومي، وبهذا نحن مستعدون لتعزيز التعاون مع ليبيا سواء كان ذلك على صعيد المؤسسات العامة، أو الشركات الخاصة المهتمة بالسياحة).
وحظي معرض مدريد السياحي الذي اختتمت فعالياته في الـ 3 من شهر فبراير الجاري، بتغطية إعلامية واسعة، شارك فيها نحو 7000 صحفي وإعلامي يمثلون وسائل إعلام دولية، لمايصاحبه من أنشطة وأحداث، وماينتظم خلاله من ملتقيات ومنتديات دولية تناقش أبرز وأهم قضايا السياحة على الصعيد العالمي.