يمثل نبات مخادع يأكل النمل وينمو في جزيرة بورنيو الإندونيسية برهاناً حياً على أن الدهاء وحده ليس كافياً للتفوق على الفريسة، ويقول العلماء إن هذا النبات اللاحم الذي ينمو في المناطق الحارة عادة ما يستغل تقلبات الطقس الطبيعية لضبط درجة لزوجة فخاخه الزلقة كي يقتنص ويتغذى على أسراب من النمل في المرة الواحدة بدلاً من أن يقتات على فرادى النمل، وتضمن البحث أنواعاً أسيوية من نبات البوقية الذي إتخذ اسمه من شكل الأوراق الشبيهة بالبوق الذي يمثل فخاً تنزلق فيه الحشرات، وعندما تكون حافة بوق النبات رطبة فإنها تصبح زلقة بصورة كبيرة ليسقط فيها النمل الذي يسير على سطحها ويصير لقمة سائغة لهذا النبات المفترس، إلا أنه في الطقس المشمس الحار يجف سطح البوق ويصبح آمناً لسير النمل، وتمثل آحاد النمل فرقاً استكشافية لخدمة مستعمرات تتولى استطلاع وجمع الرحيق العذب من الفخ قبل أن تقفل راجعة إلى أعشاشها لتخبر أقرانها بمكان وجود هذه الوجبة الشهية، ثم تسير أسراب النمل بعد ذلك نحو الفخ وهي غافلة بحثاً عن الطعام ليتم الإيقاع بها لأن النبات عمد آنئذ إلى جعل الفخ زلقاً لا يمكن الفكاك منه، لذا فإن النبات يكون قد ترك أفراد النمل من الكشافة تعود إلى حال سبيلها لكنه يخدع أسراباً أخرى ليلتهمها في نهاية المطاف، وحتى يتحكم النبات في الموقف ليكون الفخ زلقاً فإنه يفرز عصارة سكرية تمهد السبيل لسطح الفخ كي يكون رطباً، وذلك من خلال تكثيف بخار الماء عند مستويات منخفضة من الرطوبة، وذلك بالمقارنة بأسطح النباتات الأخرى، ويسهم ذلك في تنشيط الفخ خلال فترات الظهيرة عندما تكون معظم الحشرات النشطة نهاراً لا تزال تجوب المكان جيئةً وذهاباً.