انطلقت خلال الأيام الماضية ، فعاليات الدورة الأولى للموسم العربي للزجل، بالرباط ، وذلك بمشاركة شعراء من : ليبيا ، و المغرب ، والجزائر ، وتونس ، ومصر ، وسوريا ، والأردن.
وتميز حفل افتتاح، هذه الدورة بقراءات زجلية لكل من : "محمد علي الدنقلي" من (ليبيا)، وسميرة الشمتوري من (تونس)، و"شاهر خضرة" من (سوريا)، و"طارق شعبان أبو النجا" ، و"سامح آل علي" من (مصر)، و"فؤاد شردودي" ، و"سارة" ، و"أولاد الغزال" ، و"عادل لطفي" من (المغرب).
وتقول المصادر المنظمة لهذه التظاهرة ، بأنها تأتي في إطار العمل المستمر من أجل النهوض بالحقل الثقافي والفنون عموما، والاهتمام بكل ما هو تراث له خصوصية شعبية، وفي مقدمته الزجل الشعبي.
والجدير بالذكر ، أن الزجل هو فن من فنون الأدب الشعبي يعود أصله إلى موطن العرب الأصلي ( جزيرة العرب ) ، وانتشر هذا الفن ( الزجل ) بين شعراء العرب قبل الإسلام ، وهو شكل تقليدي من أشكال الشعر العربي باللغة المحكية، وهو ارتجالي، وعادة ما يكون في شكل مناظرة بين عدد من الزجالين (شعراء ارتجال الزجل).. مصحوباً بإيقاع لحني بمساعدة بعض الآلات الموسيقية.
وينتشر الزجل بشكل كبير في لبنان ، وشمال فلسطين ، وشمال الأردن ، وغرب سورية ، وفي بلاد المغرب العربي.
وتشير المصادر التاريخية ، إلى أن أصل الزجل يعود إلى العصر الجاهلي، وكان من أشهر الزجالين الشاعرة ( الخنساء ).
وتوضح بعض المصادرالعربية ، إلى أن كلمة (زجل) بالعربية تعني "الصوت". والزجل في اللغة هو التصويت والتطريب، وهو اسم أطلقه الأندلسيون على شعرهم العامي الذي شاع واشتهر في القرن الثاني عشر الميلادي، خاصة على يد( ابن قزمان) وجماعته، وانتشر بعد ذلك في لهجات الأقطار العربية الأخرى في المشرق، في بدايات القرن العشرين،وأطلق اللبنانيون وصف "الزجل" على شعرهم العامي، إذ كان يعرف قبل ذلك في سوريا ولبنان، بـ "القول" أو"المعنّى". كما كان يسمى الشاعر "بالقوّال". وكان يعرف في فلسطين، بـ "الحدا" أو "الحدادي" وعرف الشاعر بال"حادي"، وخاصة في الجليل والكرمل .
ويقول المؤرخ "صفي الدين الحلي" : إن مخترعي الزجل هم أهل المغرب العربي، ثم انتقل إلى العراق وباقي الدول العربية.
ويعتبر الأندلسيون السبّاقون في مجال الشعر المحكي، إلا أنّ الشعب الذي عاش في جبال لبنان، مما عنده من ثروة طبيعية ضخمة وفنون متعددة أضاف العديد من ألوان الشِّعر الشعبي .
وتقول الدراسات المعدة في شأن تاريخ هذا الفن ( الزجل ) في الوطن العربي ، بما تتضمنه من قوائم بأسماء الكتب والمراجع التي تكشف عن ما تزخر به المكتبة العربية من مادة علمية حول هذا الفن الشعبي تكون موضع دراسة مقارنة لفنون الموشحات والأزجال في الوطن العربي الكبير مرتبطة بفنون الغناء العربي عامة.
وأولت الدراسات الأكاديمية ، اهتماماً كبيراً بالموروثات الشعبية العربية ، والتي انتهت إلى وحدة الثقافة العربية وتعتبر هذه الدراسات العلمية هي تكامل الجهود العلمية في مختلف أرجاء الوطن .
كما وأن هذه الدراسات العلمية قد خدمت أهم قطاع في حياتنا وهو قطاع ثقافتنا العربية، وهو الموشحات والأزجال فهذه الموشحات والأزجال تجمع في طبيعة تكوينها بين التراث والمأثور وبين الشعر الفصيح والعامي الملحون كما أن موسيقى هذه الفنون تخضع لتقاليد موروثة "كلاسيكية" مع حيوية في الأداء مما يجعلها أيضاً تندرج في إطار المأثورات الشعبية فالموشحات والأزجال قد أوجدت لنفسها بإمكانياتها الشعرية والفنية وأساليبها الخاصة مامكنها في بلاد الأندلس العربية الإسلامية وغيرها ، وأصبحت فنون الموشحات الأندلسية والزجل لها طابع متميز في التراث الشعبي العربي وقد اشتهر فن الموشحات والزجل منذ القدم كما أنه انتشر في كثير من البلدان العربية منها ( ليبيا ـ تونس ـ الجزائر ـ المغرب ـ واليمن ) وقد اهتم بفن الموشحات والزجل عدد كبير من الباحثين.
ويقول المهتمون بشؤون فنون الصوت الشائعة في الخليج والمغرب العربي والجزيرة : بأنها تحتاج إلى دراسة مقارنة تاريخية وتحليلية مع غيرها من فنون الغناء العربي .
كما أن فنون الموشحات والزجل مازالت إلى حد كبير تدرس كنمط مستقل في فنون الموسيقى والشعر دون تحليل روابطه مع غيره من فنون الغناء العربي على صعيد الوطن العربي .