اكتشف باحثون أميركيون أن البشر والرئيسيات، يحرقون يومياً وحدات حرارية أقل من باقي الثدييات، ما يبطئ حركة الأيض لديهم، وبالتالي يفسر سبب نموهم ببطء أكبر وعيشهم لفترات أطول، والرئيسيات هي رتبة من الثدييات تضم السعالي البدائية (مثل الليمور والترسير) والسعالي التي تعد أشباه البشر (مثل القردة والسعادين). وتعيش معظم الرئيسيات بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتتراوح أحجامها بين تلك الفائقة الصغر مثل "ليمور السيدة بيرت الفأري" الذي يزن ثلاثين غراما فقط، إلى تلك الضخمة مثل غوريلا السهول الشرقية التي يتجاوز وزنها مائتي كيلوغرام،وأفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي أن باحثين من كلية هانتر بمدينة نيويورك الأميركية، أجروا دراسة قدروا فيها الوحدات الحرارية التي يحرقها يومياً 17 نوعاً من الرئيسيات التي تعيش بحديقة حيوانات أو في مراكز خاصة لها أو بالبرية، وقال المعد الرئيسي للدراسة هيرمان بونتزر إن النتائج كانت مفاجئة بالفعل، فالبشر والشمبانزي وغيرها من الرئيسيات تحرق حوالي نصف الوحدات الحرارية التي يُتوقع أن الثدييات تحرقها، وأضاف أن على البشر -حتى من يقوم بنشاط جسدي كبير جداً- المشاركة في ماراثون يومياً للاقتراب فقط من معدل الطاقة التي تستنفدها ثدييات بحجمهم كل يوم، كما تبين أن الرئيسيات المأسورة (في حدائق الحيوان مثلا) تحرق يومياً وحدات حرارية مشابهة للتي تحرقها الرئيسيات الموجودة بالبرية، ما يعني أن النشاط الجسدي لا يؤثر كثيراً على الطاقة المستنفدة يومياً، واعتبر الباحثون أن هذه النتائج قد تساعد في فهم صحة البشر وطول عمرهم، مشيرين إلى أن عدم إحراق الكثير من الوحدات الحرارية يبطئ حركة الأيض، ما يفسر سبب النمو ببطء أكبر والعيش فترات أطول.