أطلقت نيودلهي الأحد الماضي -بنجاح- أول صاروخ محلي الصنع يعمل بمحركات تبريد، متوجة بذلك جهود عقدين لامتلاك تكنولوجيا حيوية لبعثات الفضاء الهندية، ويأتي إطلاق هذا الصاروخ بعد شهر من قيام منظمة أبحاث الفضاء الهندية بإطلاق مركبة فضاء في رحلة إلى المريخ، في محاولة من الهند لأن تصبح أول دولة آسيوية تصل إلى الكوكب الأحمر، وأطلق الصاروخ "دي5" -الخاص بحمل الأقمار الصناعية المتزامنة مع الأرض- من قاعدة الفضاء "سريهاريكوتا" بولاية أندرا براديش جنوب شرقي البلاد، ووضع قمرا صناعيا للاتصالات بالمدار بعد رحلة استمرت 17 دقيقة. وقدرت كلفة البعثة بنحو 3.5 مليارات روبية (56 مليون دولار)، وانضمت الهند بهذه العملية لخمس دول فقط هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا واليابان والصين، في تصميم وتطوير تكنولوجيا المحركات عالية التبريد، وهي المحركات المصممة للعمل بالوقود المسال الذي يتعين إبقاؤه بدرجات حرارة منخفضة حيث يتحول لحالة غازية بدرجة حرارة الغرفة، يُذكر أن الولايات المتحدة منعت روسيا عام 1992 من نقل تكنولوجيا المحركات عالية التبريد إلى الهند، حيث كانت واشنطن تعتقد آنذاك أن نيودلهي تستخدمها لتشغيل صواريخ. ودفعت الخطوة علماء الفضاء الهنود إلى بدء العمل على تطوير محركات خاصة بهم من هذا النوع، وقال رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية كيه رادهاكريشنان "أنا سعيد للغاية وفخور بالقول إن فريق منظمة أبحاث الفضاء الهندية حققها"، ويُعد الصاروخ الذي يعمل بالمحركات عالية التبريد -أقوى صاروخ فضاء لدى الهند- ضروريا لمهمات الفضاء المستقبلية، بما في ذلك المهمة الثانية "تشاندرايان2" التي سيتم القيام بها إلى القمر عام 2016 والتي سوف تستخدم صاروخا من هذا النوع من الصواريخ، وفق تقارير إعلامية، كما ستعزز رحلة صاروخ بمحرك تبريد غزو الهند سوق إطلاق المركبات الفضائية البالغ قيمته مليارات الدولارات، حيث ستسمح لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية بإطلاق أقمار صناعية أثقل وزنا.