تعتزم شركة أبل الأميركية ضخ رقم قياسي يبلغ 10.5 مليارات دولار للعمل في مجال التكنولوجيا الجديدة بدءا من روبوتات تجميع المنتجات إلى آلات تشكيل المعادن في إطار سعيها للاعتماد على نفسها في تصنيع منتجاتها وتعزيز مبيعاتها في السوق، وذكرت وكالة أنباء بلومبيرغ الاقتصادية الأميركية أن أبل تريد أن تكون متقدمة خطوة على منافسين آخرين مثل شركة سامسونغ الكورية، وهي لذلك تخطط لإنفاق مزيد من الأموال على آلات التصنيع التي تتولى خلف الكواليس أعمال الإنتاج الكبير لأجهزة آيفون وآيباد وغيرها من المنتجات، ووفقا لمصادر مطلعة بالوسائل التصنيعية للشركة، تشمل هذه الآلات معدات لصقل البلاستيك الملون لهواتف "آيفون5 سي" الجديدة، وآلات تشكيل المعدن لنحت جسم الألومنيوم لأجهزة ماك، ومعدات اختبار لعدسات كاميرات "آيفون" و"آيباد"، وغيرها، ويشكل مبلغ 10.5 مليارات دولار الذي تتوقعه أبل لنفقاتها الرأسمالية للعام المالي 2014 جزءا يسيرا من 171 مليار دولار هي قيمة مبيعات العام الماضي، والتي سيذهب جزء منها أيضا إلى بناء مقرات أبل الجديدة في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، وتقول بلومبيرغ إن حجم المبلغ المذكور يعزز مدى تعمق الشركة -الأكثر قيمة في العالم- في تكنولوجيا التصميم والابتكار لعملياتها التصنيعية، ولا تعد مبادرة أبل التصنيعية هذه غريبة كثيرا عند النظر إلى تاريخ الشركة في سعيها للحفاظ على تطوير منتجاتها داخل الولايات المتحدة قدر الإمكان، وبناء آلات جديدة للمصانع قد يكون وسيلتها لحسم المنافسة، كما أنها ليست المرة الأولى التي تبني فيها أبل أدوات التصنيع الخاصة بها، ففي عام 2010 عندما أنتجت الشركة هاتف آيفون4، صمم مهندسو أبل آلة لفريق تطوير المنتجات يمكنها اختبار تقنية تحديد الاتجاهات (جيروسكوب) مثل قدرات مستشعر الحركة، ولم تكن هذه المعدات قائمة قبل أن تبتكرها أبل، ويذكر أن الرئيس التنفيذي لأبل، تيم كوك، كان كشف أن شركته تعمل على تطوير أجهزة جديدة، تشير الإشاعات إلى أنها ساعة ذكية أو تصميم جديد لهاتف آيفون، وتلك المنتجات أو غيرها -إن صحت الأنباء بشأنها- ستستفيد على الأرجح من استثمار أبل في آلات التصنيع، ومع ذلك، فإن سامسونغ التي تخصص نحو 22 مليار دولار للإنفاق الرأسمالي هذا العام هي شركة الإلكترونيات الاستهلاكية الوحيدة التي تتجاوز أبل في الإنفاق، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرغ، وللمقارنة فإن شركة هيوليت باكارد (إتش بي) الأميركية أنفقت 3.7 مليارات دولار العام الماضي وسوني اليابانية 3.95 مليارات دولار.