توصل علماء الفلك إلى اكتشاف ما وصفوه بسر مهم من أسرار الثقوب الكونية السود حيث وجدوا أن تلك الثقوب، التي تملك جاذبية هائلة، تقذف كميات كبيرة من الذرات مع أشعتها السديمية التي تصدر عنها في حزم قوية، وقال الباحثون إن سرعة هذه الثقوب يمكن أن تصل إلى نحو مائتي ألف كيلومتر في الثانية وإن هذه السرعة تعادل نحو ثلثي سرعة الضوء، ومن المعروف أن الثقوب السود تبتلع جميع المادة التي تقترب منها، ولكن هذه المادة السديمية تتجمع عادة في قرص يتنامى ويدور حول الثقب الأسود بقوة قبل أن يبتلعه الثقب بلا رجعة، وتتدفق من هذه الأقراص المتنامية -حسبما يعرف بين الفلكيين- أشعة سديمية هائلة تعرف بـ"جيت" في الفضاء بشكل مستقيم وإلى أعلى وإلى أسفل، واستطاع الباحثون تحت إشراف ماريا دياز من المرصد الأوروبي متابعة كيف تكوّن إحدى هذه التجمعات الشعاعية فجأة لدى أحد الثقوب السود التي تم اكتشافها مؤخرا، وقال علماء مرصد "إيسو" الأوروبي في مدينة جارشينغ جنوبي ألمانيا في دراستهم -التي نشروا نتائجها أمس الأربعاء في مجلة "نيتشر"- إن تحليل هذه الأشعة أظهر وجود خطوط طيفية مميزة تدل بشكل لا يدع مجالا للشك على وجود ذرات من الفولاذ والنيكل.