كشف باحثون أمريكيون عقارا جديدا للأنفلونزا قادر على التغلب على السلالات المقاومة من الفيروس، حيث يقوم بوقف الإنزيم الرئيسي على السطح الخارجي لفيروس الإنفلونزا ويمنعه من الانتشار في الخلايا الأخرى.
وأكدت مجلة العلوم “ساينس” التي نشرت نتائج الدراسة أن الاختبارات التي تم إجراؤها على الفئران بينت وجود سلالات جديدة من الفيروس تبدي مقاومة لنوعين من الأدوية المضادة للفيروسات الموجودة بالأسواق.
في حين أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا تصيب مابين ثلاث إلى خمس ملايين شخص سنويا.
وبينت الدراسة أن السلالات المقاومة لنوعي الأدوية ريلينزا و تاميفلو أصبحت مشكلة متزايدة خاصة بالنسبة للذين يستخدمون هذه العقاقير بكثرة، كما أن تعريض الفيروس للعقاقير بكثرة، خاصة وأن هذه العقاقير متاحة في بعض الدول كعلاج واق للشخص قبل التعرض للإصابة، يمنح الفيروس الفرصة للعمل على تجاوز تأثيرات العقار. عديم الفائدة
كان فريق بحثي مكون من باحثين من كندا وبريطانيا وأستراليا قد استطاع تكوين مركب يلتصق بالإنزيم الموجود على سطح فيروس الأنفلونزا الذي يطلق عليه نورامينيداز، وهو الإنزيم المسؤول عن الاتصال بين الفيروس والخلية البشرية مما يمكنه من التحرك لإصابة خلية جديدة.
ولكن حسب مجلة “ساينس “فإن المركب الجديد الذي يطلق عليه (DFSAs) يوقف وظيفة الإنزيم و يمنع الفيروس من الانتشار، ويوقف قدرة الفيروس على تكوين مناعة ضد مضادات الفيروسات مما يمنحها الفرصة للعمل عليه.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران قدرة المركب على التأثير في نوعي الأنفلونزا A و B ويقومون حاليا بإجراء الاختبارات على حيوانات أخرى.
وقال رئيس فريق البحث ستيف ويذرز الأستاذ بجامعة بريتش كولومبيا:”عقارنا يعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها علاجات الأنفلونزا العادية بأن يوقف عمل الإنزيم على جسم الفيروس ويمنع الفيروس من العدوى، ولكن مايميز عقارنا أنه يجعل الأنزيم عديم الفائدة للفيروس.”
فيما قال الدكتور آندرو واتس من جامعة باث والمؤلف المشارك بالدراسة:”عقارنا يعمل بشكل أفضل حتى على السلالات المقاومة للعقاقير من الفيروس.” ولكنه أكد أن أمامه مابين ست إلى سبع سنوات من الاختبارات حتى يطرح في الأسواق.
بينما أكد جون أوكسفورد خبير علم الفيروسات بكلية كوين ماري التابعة لجامعة لندن أن هذا العقار يعد خطوة تقدمية هامة.