قال علماء الفلك إن الكويكب الضخم الذي مر مقتربا من الأرض الشهر الماضي ينتمي إلى مجموعة جديدة من صخور الفضاء، وكان الكويكب -الذي يحمل الاسم "1998 كيو إي2"- وقمره وصلا إلى أقرب نقطة لهما من الأرض على بعد 5.8 ملايين كيلومتر في 31 مايو/أيار الماضي، محققان أقرب مسار من كوكبنا لعقدين من السنوات على الأقل، وتم اكتشاف ذلك الكويكب أول مرة في أغسطس/آب 1998 من قبل رواد فضاء يعملون في "برنامج أبحاث الكويكبات القريبة من الأرض" في مركز لينكولن بولاية نيو مكسيكو الأميركية، وهو يكمل دورة واحدة حول الشمس كل 3.8 سنوات، ولم يكن هناك أي خوف من أن يصطدم هذا الكويكب بالأرض الشهر الماضي، لكن لو حصل ذلك فإن الضرر كان فادحا، حيث يعتقد الباحثون أن أي كويكب قطره أكبر من كيلومتر بإمكانه التسبب بضرر على نطاق عالمي وبشكل يؤثر كثيرا على مناخ الأرض، وتتبع مرصد آرسيبو في بورتوريكو الذي يبلغ قطر صحنه 305 أمتار، و"هوائيات" شبكة الفضاء العميق (ديب سبيس نيتوورك) التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي يبلغ طولها سبعين مترا في ولاية كاليفورنيا الأميركية، الكويكيب "1998 كيو إي2" أثناء تجاوزه الأرض الشهر الماضي، ثم واصلت تتبعه أثناء انحساره في أعماق الفضاء، وقالت الباحثة هيلين هويل من مرصد آرسيبو في بيان صحفي، إن الصور التي التقطها المرصد تكشف مدى التميز الذي يتمتع به هذا الكويكب الثنائي، فهو "داكن وأحمر وبدائي" لم يتعرض للحرارة أو الذوبان مثل معظم الكويكبات الأخرى، وأضافت أن الكويكب "كيو إي2" ليس مثل أي كويكب آخر زارته مركبة فضائية أو تخطط لزيارته، كما أنه ليس مثل أي أحجار نيزكية، فهو "وحش جديد كليا في معرض الوحوش من الكويكبات القريبة من الأرض"، وساعدت الصور التي التقطها المرصد الباحثين على أخذ قياسات الكويكب، حيث وجدوا أن عرضه يبلغ ثلاثة كيلومترات، ولديه قمر بقطر 750 مترا يدور حوله مرة كل 32 ساعة، ويقول الباحث باتريك تايلور من مرصد آرسيبو إن حجم قمر "كيو إي2" يشكل تقريبا ربع حجم الكويكب، مشيرا إلى أن دراسة القمر ومداره تساعد العلماء على تحديد كثافة الكوكيب الرئيسي والذي بدوره سيلقي الضوء على تكوينه، ويذكر أن الكويكب 1998 كيوإي هو أحد عشرة آلاف كويكب تقريبا تسبح قريبة من الأرض تم رصدها حتى هذا التاريخ، في حين يعتقد أن عدد الصخور التي تسبح في الفضاء على مسافة قريبة من الأرض يتجاوز المليون.