طلق علماء الفلك في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، بالتعاون مع جامعة «بنسيلفانيا» صوراً هي الأكثر وضوحاً وتفصيلاً على الإطلاق لمَجرَّتي «سحابة ماجلان» الصغيرة والكبيرة، وهما أقرب مَجرَّتين إلى مَجرَّة «درب التبانة»، وذلك باستخدام القمر الاصطناعي Swift التابع للوكالة.
وقال العالم ستيفان إيملر، وهو الذي اقترح المشروع، وقاد إسهامات «ناسا» فيه، إنه «تم خلال هذا البرنامج التقاط آلاف الصور التي تم تجميعها معاً ليتشكل منها صورتين بالدقة العالية عن الجسم الأساسي لكلا المجرتين، وذلك بواسطة مسح كلا المجرتين بالأشعة فوق البنفسجية».
وعرض إيملر صورة وصلت دقتها إلى 160 ميغابكسل لمجرة «سحابة ماجلان الكبيرة»، وأخرى بدقة 57 ميغابكسل لمجرة «سحابة ماجلان الصغيرة». وكشفت الصور الجديدة عن نحو مليون مصدر ضوئي للأشعة فوق البنفسجية في المجرة الكبيرة، في حين كان العدد في المجرة الصغيرة 250 ألف مصدر.
وبحسب الوكالة، فقد تم رصد صور تتضمن أشعة ضوئية يراوح طول موجاتها بين 1600 و3300 إنغستروم، ما يُمثل الأطوال الموجية للأشعة فوق البنفسجية التي يتم حجبها من قبل الغلاف الجوي.
يُشار إلى أن مجرتي «سحابة ماجلان» الكبيرة والصغيرة تبعدان نحو 163 و200 ألف سنة ضوئية، على الترتيب.
ولإنتاج صورة بدقة 160 ميغابكسل للمجرة الكبيرة، تطلب الأمر من القائمين على المشروع تجميع 2200 صورة بواسطة «مقراب» استخدم الأشعة فوق البنفسجية ولمدة 5.4 أيام، أما صورة المجرة الصغيرة التي وصلت دقتها إلى 57 ميغابكسل فقد احتاج الأمر إلى 656 صورة منفصلة تم التقاطها على مدى 1.8 يوم. وتعود تسمية المجرتين إلى الملاح والمكتشف البرتغالي «فيرديناند ماجلان» الذي كان أول من رآهما من الأوروبيين أثناء رحلته حول العالم، إذ تبدوان بواسطة المقراب على شكل سحب كونية، وعناقيد نجمية، وأجرام سماوية أخرى.