صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب بعنوان (تجليات سجين الوباء) للروائي الليبي " إبراهيم الكوني".
وقال " الكوني " في تقديمه لكتابه إن قيمة أي إبداع إنّما تسكن الموقف من الميثولوجيا ، تسكن تحديدًا المكان الذي ينتمي إلى طينة الإبداع ، وهو ما يعني أن قيمة المكان إنّما تسكن ميثولوجيا المكان، لأن هذه الميثولوجيا هي التي تبدع هوية المكان، هوية هذا المكان، لتمييزه عن أيّ مكان؛ فهي وحدها المفوّضة بتلفيق واقع المكان، الذي لن يكون في النتيجة سوى ذخيرة المكان، ثروة المكان، التي ستسوّق كحجّة تصنع مجد المكان.
ويتساءل الكاتب.. لكن هل تكتفي الميثولوجيا باعتناق دور الناطق بلسان المكان كمكان؟
ليجيب الواقع أننا لا نستطيع أن نعترف للميثولوجيا بهذا الشرف ما لم تتفوّق على نفسها، وتنتحل صلاحيات الناطق الرسمي باسم روح المكان، وليس باسم المكان، كمجرد مكان، فهذه الكاهنة التي ترطن بلسان الشعر، وتعتنق دين الفلسفة، وتحترف تلاوة صلواتها في محراب معبودٍ هو الوجود، تتباهى بماهيّة ترجمان الزمن الضائع، مستعيرةً سلطة ذاكرة: ذاكرة الواقع المنسي.
يقع الإصدار الجديد لـ " إبراهيم الكوني " في ( 454 ) صفحة من القطع المتوسط.