حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المواد الكيميائية الشائعة الاستخدام في المنزل قد تسبب أمراضا عدة مثل السرطان والربو والتشوهات الخلقية. وقالت إن هذه “الكيماويات الاصطناعية” لها مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان.
وقالت المنظمة أن الأمر يحتاج إلى المزيد من البحث لفهم الصلة بين الكيماويات المشوشة لجهاز الغدد الصماء، الموجودة في كثير من البيوت والمنتجات الصناعية، وأمراض واضطرابات معينة.
وكشفت الدراسة وجود ارتباطات بين التعرض للكيماويات المشوشة لجهاز الغدد الصماء والمشاكل الصحية مثل سرطانات الثدي والبروستاتا والغدة الدرقية والتأثيرات النمائية على الجهاز العصبي في الأطفال وقصور الانتباه وفرط الحركة في الأطفال أيضا.
وقالت المنظمة الأممية إن الدراسة التي عنوانها “حالة علم المواد الكيميائية المشوشة لجهاز الغدد الصماء” هي أشمل تقرير حتى الآن عن تلك الحالة المرضية لأنها قيمت عدة مواد كيميائية والأدلة ذات الصلة بدلا من التركيز على مادة كيميائية واحدة فقط.
واعترف التقرير، الذي نشر بعد أكثر من عامين من البحث، بأن الأمر صار مقبولا أن هناك اشتباها في أن المواد المسماة الفثالات -الموجودة غالبا في مركبات البيسفينول أيه للمبيدات الحشرية والمركبات الأخرى- زادت أمراض الأطفال مثل ابيضاض الدم (اللوكيميا).
وأكد التقرير على مخاوف البيسفينول أيه -وهو مركب كيميائي صناعي موجود في مجموعة من مواد الاستخدام اليومي مثل العلب الصفيحة والنظارات الشمسية- التي يُعتقد أنها تتدخل في الهرمونات الطبيعية التي تؤثر في تطور ونمو الشخص.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية هناك “دليل دامغ” في الحيوانات على أن هذه المركبات الكيميائية تستطيع التدخل في هرمونات الغدة الدرقية، التي يمكن أن تسبب تلفا بالدماغ وتقلل الذكاء واضطرابات قصور الانتباه وفرط الحركة والتوحد.
وفيما يتعلق بسرطان البروستاتا اكتشف فريق الخبراء الطبيين الدوليين دليلا هاما يشير إلى وجود ارتباط بالمبيدات الزراعية.
وأضاف “تأثيرات هذه الأجهزة يمكن أن تؤدي إلى البدانة أو العقم أو صعوبات في التعلم والذاكرة أو سكري النمط الثاني أو مرض القلب الوعائي بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأمراض”.
وقد عكست الدراسة تحذيرات مشابهة من وكالة البيئة الأوروبية العام الماضي التي حذرت من أن مواد مثل مساحيق التجميل والأدوية المحتوية على مركبات مشوشة للغدد الصماء يمكن أن تكون ضارة بالإنسان.