أقيمت بكلية الآداب جامعة سبها ندوة علمية حول ( واقع العلوم الإنسانية في ليبيا : الأسباب والحلول ) وناقشت الندوة التي ادارها عميد كلية الآداب الدكتور " ابوبكر المبروك " وبحضور رئيس الجامعة ووكيلا الشؤون العلمية للجامعة وللكلية ورؤساء الأقسام العلمية ولفيف من أعضاء هيئة التدريس ، أسباب عزوف طلاب المرحلة الثانوية العامة عن دراسة تخصصات هذه العلوم واقتراح الحلول المناسبة التي يمكن انتهاجها .
وأوضح المشاركون في هذه الندوة ان من أبرز الأسباب الجوهرية المتعلقة بعزوف طلاب المرحلة الثانوية العامة عن الالتحاق بالعلوم الإنسانية، ترجع الى عدم التركيز على العلوم الإنسانية، والاجتماعية وعدم دعمها، وإهمالها منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي والإيحاء الواضح من أولياء الأمور أنفسهم، وبعض القائمين على تدريس النظام التعليمي في المدارس الثانوية بأن العلوم الإنسانية، والاجتماعية هي أقل مستوى، وأهمية من العلوم التطبيقية كما ارجع المشاركون في الندوة أن من أسباب عزوف الطلاب يرجع الى نقص فرص العمل لخريجي هذه العلوم وكذلك القصور من وزارة التربية والتعليم في التركيز على دعم تدريس العلوم الإنسانية، والاجتماعية في المدارس الثانوية، وتطويرها وكذلك عدم المساواة المالية الواضحة في درجة التعيين الوظيفية بين شهادة التخرج - الليسانس - الخاصة بالعلوم الإنسانية، وبين شهادة التخرج - البكالوريوس - الخاصة بالعلوم التطبيقية.
وخلصت الندوة الى جملة من المقترحات التي من شانها قد تسهم في التغلب على هذا العزوف وهى ان تكون المرحلة الثانوية مرحلة عامة يتم فيها توحيد المنهج وان يحق لخريجي الثانويات الالتحاق بالأقسام العلمية او الأدبية في الجامعة وفقا للتقديرات لكل كلية من الكليات .
وأكدت هذه المقترحات على أهمية توفير فرص العمل لخريجي العلوم الإنسانية والاجتماعية في كافة مؤسسات الدولة ، وبان تقوم وزارتي التربية والتعليم ، والتعليم العالي والبحث العلمي بدعم العلوم الإنسانية والاجتماعية والاهتمام بها اسوة بالعلوم التطبيقية الأخرى .
واقترحت هذه الندوة كذلك إقامة الندوات وورش العمل لتعريف الطلاب واولياء الأمور بالعلوم الإنسانية والاجتماعية لمعرفتها وايضاح مدى أهميتها وفائدتها في ميادين الحياة العلمية والمجتمع .