اتفق النائب بالمجلس الرئاسي " موسي الكوني" والرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون " على تسجيل احياء ذكرى معركة( ايسين ) التاريخية كحدث وطني مشترك ليبي – جزائري ، ومحطة مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية المتجذرة ابرزت قيمة التلاحم وامتزاج الدم بين الشعبين الشقيقين في ليبيا والجزائر .
وقرر النائب " الكونى " والرئيس " تبون " خلال لقائهما أمس الخميس بالعاصمة الجزائرية على تسجيل موعد الاحتفال بأحياء ذكرى معركة ( ايسين ) كحدث ليبي - جزائري مشترك وثق في الملحمة الجهادية المشتركة في يوم 4 أكتوبر 1957 .
وتم خلال المقابلة التأكيد على أن هذه المعركة الجهادية المشتركة ضد الاستعمار الفرنسي والتي سيصادف احياء ذكراها الـ (64 ) في 4 من شهر أكتوبر المقبل تعد حدث تاريخي يجسد بامتياز معنى المصير الواحد والتكاتف والتلاحم والتكامل الاستراتيجي بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين في ليبيا والجزائر.
ويأتي الاحتفاء بهذه الذكرى من كل عام لتذكير الأجيال في ليبيا والجزائر بملحمة جهادية مشتركة ضد الاستعمار امتزجت فيها الدماء الطاهرة الزكية بين الشعبين واستذكارا لتضحيات الأجداد من اجل الوطن في البلدين .
يشار إلى معركة ايسين وقعت يوم 4 أكتوبر 1957 بقرية ايسين في جنوب بلدة غات الليبية، حيت بدأت مقدماتها بالاتفاق بين المجاهدين الليبيين والجزائريين على نصب كمين لقافلة تموين فرنسية واحراقها بمدينة جانت الجزائرية ومن ثم الانسحاب إلى الأراضي الليبية، فقام جيش الاحتلال الفرنسي بملاحقتهم داخل التراب الليبي وقصف قرية إيسين الحدودية بين الجزائر وليبيا بالطائرات ردا على العملية التي قام بها المجاهدون الجزائريون انطلاقاً من الأراضي الليبية، واتهام فرنسا لليبيا بدعم الجزائر ، وعلى أثر ذلك وقعت معركة ايسين بين الليبيين والجيش الفرنسي .
ويقول المؤرخ الجزائري " محمد العربي الزبيري" إن معركة قرية إيسين في جنوب غرب ليبيا على الحدود مع الجزائر فتحت باب الكفاح ضد المستعمر الفرنسي في جنوب شرق الجزائر وساهمت في فك الحصار على الشمال بعد اشتداد القتال به.
من جانبه أشاد الأستاذ في علم التاريخ بجامعة تيبازة محمد مودوع - حسبما نشر في جريدة الشعب الجزائرية بتاريخ 02 - 10 – 2019 -بالدور الإيجابي الذي لعبه الشعب الليبي ومنطقة ليبيا في احتضان الثورة المجيدة .
وأوضح في منتدى الذاكرة بيومية المجاهد بمناسبة إحياء للذكرى 62 لمعركة( ايسن) أن موقف ليبيا الداعم للثورة الجزائرية جاء استنادا إلى رفض الملك "محمد ادريس السنوسي " التوقيع على اتفاقية إجازة شرعية الاستعمار الفرنسي للجزائر الأمر الذي جعل منه ومن الشعب الليبي عدوا لفرنسا وداعما للمقاومات الجزائرية خاصة في معركة "ايسين ".
وبين أن شجاعة وموقف الليبيين الداعم للثورة الجزائرية ، كان له دور بارز في نشاط وتحفيز الثورة وخاصة في الجنوب وأصبح الجنوب الليبي ممرا أمنا للمؤن والسلاح ضد الاستعمار .