أعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية " عبد الحميد الدبيبة " عن سعادته بعودة العلاقات بين ليبيا وإيطاليا بهذه الزيارات الدبلوماسية والوزارية المتبادلة في هذه الفترة القصيرة، والتي تعكس العلاقات الاستراتيجية على كافة الأصعدة، مستندةً على إرادة سياسية للارتقاء بها إلى آفاق أوسع.
وأكد " الدبيبة " في البيان الصحفي المشترك بقصر كيجي مع نظيره الإيطالي " ماريو دراغي " أن هذه الزيارات المتبادلة تجسد الإرادة القوية للتعاون المشترك بين البلدين ، وإيجاد آليات تنسيق موحدة إزاء التحديات الأمنية المشتركة وتوسيع دائرة المشاركة في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية مع كل الدول الأوروبية وكذلك دول المصدر والعبور ، معبرا عن شكره لإيطاليا والاتحاد الأوروبي على مجهوداتهم لدعم ليبيا في مواجهة الهجرة غير الشرعية ومساندة التعاون الصحي.
ورحب رئيس الحكومة بفتح آفاق التعاون الاستثماري والتبادل التجاري خارج نطاق المحروقات في مجال الطاقة المتجددة والثروة البحرية والصناعية وإعادة الإعمار ، مبينا أن ليبيا ينتظرها عمل كبير في مجال إعادة الإعمار والتنمية وهي ترحب بجميع الشركات من الدول الصديقة والشقيقة للمساهمة في هذا الأمر وبالتأكيد الشركات الإيطالية ستكون أحد أهم هذه الشركات لخبرتها في العمل في ليبيا، وسنعمل على معالجة أي عوائق في هذا الشأن.
وأضاف " الدبيبة " أن عودة إنعاش الحركة الاقتصادية بين البلدين يتطلب التسريع في فتح أجواء الطيران الأوروبي من وإلى ليبيا لأهميته في رفع معاناة المرضى والحالات الطبية الطارئة وكذلك تخفيف أعباء السفر وتكاليفه على الطلبة الدارسين بالجامعات الإيطالية والأوروبية عامة.
و أكد "الدبيبة " حرص حكومته على الدفع بالتعاون الثنائي واستئناف العمل ضمن اللجان المشتركة لمتابعة تنفيذ بنود معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون المبرمة عام 2008 لما لهذه الاتفاقية من دور محوري ورائد في تعزيز مفهوم الشراكة وتحقيق التنمية والاستقرار المتوسطي وعموم المنطقة ، معربا عن استعداد الحكومة لتوقيع اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية وتم تكليف وزيرة العدل لبحث تفاصيلها ومتابعة القضايا المتعلقة بالمسجونين الليبيين في إيطاليا.
بدوره عبر رئيس الحكومة الإيطالية " ماريو دراغي " عن سعادته باستقبال رئيس حكومة الوحدة الوطنية وأعضاء حكومته، موضحا بأن الجانبين تطرقا للعديد من المواضيع المشتركة وأن بلاده تقف إلى جانب ليبيا في هذه المرحلة المعقدة.
أكد " ماريو دراغي " في البيان الصحفي المشترك على موقف إيطاليا بضرورة ابعاد المرتزقة وكافة القوات الأجنبية، والوصول لهيكلية مؤسساتية على أسس دستورية للوصول لعملية مصالحة وطنية قبل نهاية العام.
و تحدث " ماريو دراغي " عن التعاون الفاعل في المجال الصحي وتعهد بأن تقدم إيطاليا كل خبراتها لدعم المستشفيات الليبية، وأن تستقبل عشرات الأطفال المرضى بالسرطان ، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة كون ليبيا شريك أساسي في هذا الحقل، مستعرضا بداية تعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة كون إيطاليا بها العديد من الشركات المستعدة لتقديم العون.
وأوضح رئيس الحكومة الإيطالية أيضاً أن الجانبان تباحثا كذلك بشأن موضوع الهجرة غير الشرعية ومكافحة الاتجار بالبشر وتنمية المجتمعات المحلية.