عبر السيد فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ووزير خارجية ألمانيا السيد هايكو ماس عن قلقهما من تدخلات قوى أجنبية تسعى لتقاسم مناطق النفوذ في ليبيا. جاء ذلك في المحادثة الهاتفية التي جرت بينهما الجمعة، واتفقا خلالها على أن الحل سيكون ممكنا وبما يحافظ على وحدة ليبيا وسيادتها إذا ما توقفت التدخلات الأجنبية . وقال متحدث بمكتب المجلس الرئاسي الاعلامي انه تم في بداية المحادثة استعراض تداعيات انتشار جائحة كورونا " كوفيد 19 "، في البلدين والإجراءات الوقائية والاحترازية المتبعة لمنع انتشار الفيروس واهمية التنسيق لمواجهة مخاطره . وأن المحادثة تطرقت إلى مستجدات الأوضاع في ليبيا، حيث عبر رئيس المجلس الرئاسي عن الشكر والتقدير لجهود مستشارة المانيا السيدة أنجيلا ميركل والحكومة الألمانية لحل الازمة الليبية ودورها الفعال في تحقيق تقدم ملموس في هذا الاتجاه . وتناولت المحادثة نتائج اجتماعات لجنة 5 + 5 ضمن المسار العسكري الأمني الذي اعتمده مؤتمر برلين، والذي نجح في الوصول إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، وفي هذا السياق جدد السيد الرئيس التأكيد على ضرورة أن تضمن ترتيبات هذا الاتفاق عدم تعرض المدن الليبية والمواقع الحيوية لأي تهديد مستقبلا . كما جرى التطرق إلى المسارين السياسي والاقتصادي والنتائج المرجوة من اللقاءات المزمع عقدها خلال شهر نوفمبر، حيث اتفق الجانبان على أهمية أن تقود لقاءات المسار السياسي إلى انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت ممكن . وتناولت المحادثة ما أعلنه السيد الرئيس في 16 سبتمبر الماضي عن رغبته في تسليم مهام منصبه إلى سلطة جديدة، حيث طالب وزير الخارجية الألماني السيد الرئيس باسم مستشارة ألمانيا بالبقاء في موقعه وآداء مهامه طوال فترة المحادثات بين الأطراف الليبية، مضيفا بأن هذا يعد من وجهة نظر ألمانيا أمر مهم لضمان الاستمرارية في قيادة الحكومة الليبية خلال هذه الفترة . وفي هذا الجانب أوضح السيد الرئيس وجهة نظره بأن خروج جميع الوجوه الحالية من المشهد سيساعد في إيجاد مخرجا للازمة، مضيفاً أنه تلقى طلبات ودعوات عديدة من قبل المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب بطرابلس وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومؤسسات للمجتمع مدني وقيادات دول صديقة تدعوه للاستمرار في أداء مهامه وذلك إلى حين اختيار مجلس رئاسي جديد، تجنبا لأي فراغ سياسي . وفي هذا الاطار تقدم السيد الرئيس بالشكر للجميع على هذه الثقة وقال بأن كل ما يطمح إليه هو أن تجتاز ليبيا هذه المحنة وتصل إلى بر الأمان، داعيًا لجنة الحوار المنوط بها تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة إلى الاضطلاع بمسؤوليتها التاريخية بعيداً عن المصالح الشخصية أو الجهوية والإسراع بتشكيل هذه السلطة وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر .