تشير العديد من الدراسات والابحاث الطبية الى أن الأشخاص المدخنين معرضون بشكل كبير لاضطرابات في الدماغ والخلايا العصبية، حين يصابون بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19), وعلى مدى سنوات، قام باحثون من جامعة تكساس بدراسة التأثير على صحة الدماغ، وتبين لهم أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات مقارنة بغيره.
كما حذرت هيئة الصحة العامة في إنجلترا في تقريرها من أن الذين يعانون السمنة أو الزيادة في الوزن، معرضون أكثر من غيرهم لخطر الوفاة أو الاعتلال الشديد، وذلك في حال إصابتهم بمرض فيروس كورونا, وأن زيادة الوزن أو السمنة تزيد خطر الإصابة باعتلال خطير أو الوفاة بسبب كوفيد-19 أو العديد من الأمراض الأخرى المهددة للحياة".
والجدير بالذكر ان حالات كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم تجاوزت 15 مليون حالة ,وحثت منظمة الصحة العالمية في تقرير اصدرته يوم الخميس الماضي الناس في كل مكان على لعب دور في منع انتشار المرض، محذرة من أنه لن تكون هناك عودة إلى "الوضع الطبيعي القديم", حيث ان 10 ملايين منها، تتواجد في 10 دول فقط، حيث شكلت الولايات المتحدة والبرازيل والهند ما يقرب من نصف مجموع الحالات البالغ 15 مليون حالة.
وأعلنت المنظمة في تقريرها عن تسجيل زيادة قياسية في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في العالم بلغت 284196 حالة في 24 ساعة فقط ,وزاد عدد الوفيات 9753 حالة، وهي أكبر زيادة يومية منذ تسجيل زيادة قياسية بلغت 9797 حالة يوم 30 أبريل.
وكان العدد القياسي السابق، الذي سجلته منظمة الصحة العالمية في حالات الإصابة الجديدة 259848 حالة في 18 يوليو,ويبلغ متوسط عدد حالات الوفاة اليومي 5000 حالة في يوليو حتى الآن ارتفاعا من 4600 حالة في يونيو.
وسجلت منظمة الصحة العالمية 69641 حالة جديدة في الولايات المتحدة و67860 في البرازيل و49310 حالات في الهند و13104 حالات في جنوب أفريقيا.
وكانت أكبر زيادة في الوفيات الجديدة مسجلة في بيرو، إذ أودى المرض بحياة 3876 شخصا هناك، بينما بلغ عدد الوفيات الجديدة في البرازيل 1284 شخصا و1074 في الولايات المتحدة و790 في المكسيك و740 في الهند. وراجعت بيرو مؤخرا البيانات الخاصة بمرض كوفيد-19 حيث زادت في يوم واحد حصيلة الوفيات بواقع ثلاثة آلاف ليتخطى الإجمالي 17 ألفا,وأصبحت الهند في 17 يوليو ثالث دولة في العالم تسجل أكثر من مليون حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بعد الولايات المتحدة والبرازيل. وتقول ابحاث الخبراء في الأمراض الوبائية بإن الهند لا يزال أمامها على الأرجح عدة أشهر قبل الوصول إلى ذروة تفشي المرض. وتجاوز عدد الحالات في البرازيل 2 مليون إصابة في 16 يوليو، حيث تضاعف في أقل من شهر مع تسجيل البلاد ما يقرب من 40 ألف حالة جديدة يوميا ,وتسبب تضارب الإجراءات التي تتخذها الولايات والمدن المختلفة في البرازيل في إضعاف مكافحة المرض في غياب سياسة منسقة ومحكمة من الحكومة الاتحادية.
كما حاولت الولايات المتحدة، التي تتصدر الإصابات في العالم بعدد يزيد على 4 ملايين، مكافحة انتشار المرض على مستوى الولايات والمناطق المحلية وهو ما لم يحقق أيضا سوى نجاح محدود. ومن جهة اخرى نبه بحث طبي صدر حديثا، إلى أن الأشخاص المدخنين معرضون بشكل كبير لاضطرابات في الدماغ والخلايا العصبية، حين يصابون بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19),وأشرفت الباحثة في جامعة مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس للتقنية، "صابرينا رحمان"، على دراسة بشأن علاقة التدخين باضطرابات عصبية، وأخرى في منطقة تعرفُ بـالوعائية الدماغية"، عند الإصابة بفيروس كورونا. وجرى نشر هذه الدراسة في الصحيفة الدولية للعلوم الجزيئية، وأظهرت أن التدخين يؤثر على احتمال تعافي المريض، أو تفاقم وضعه الصحي من جراء الإصابة بالوباء، الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي. والمعروف عن "كوفيد 19" مرض تنفسي بالدرجة الأولى، أي أنه يستهدف الرئة، لكن دراسات سابقة أظهرت أنه يؤدي إلى السكتة الدماغية في كثير من الأحيان وعلى مدى سنوات، قام باحثون من جامعة تكساس بدراسة التأثير على صحة الدماغ، وتبين لهم أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات مقارنة بغيرهم. وكشفت دراسة شملت 214 من مرضى كورونا، أن 36.45 في المئة منهم عانوا أعراضا عصبية، وتبين أن الفيروس قادرٌ أيضا على الوصول إلى المنطقة "الوعائية الدماغية". ويشرح الباحثون بإن دم الإنسان قد يتخثر من جراء تدخين 13 عاما، وفي بعض الأحيان ينجمُ ذلك عن مشكلة يعانيها المدخنون في الغالب وهي معروفة في وسط الطبي بـ"نقص التأكسج" أي نقص الأوكسجين في الجسم.
ومن جهتها حذرت هيئة الصحة العامة في إنجلترا في تقريرها من أن الذين يعانون السمنة أو الزيادة في الوزن، معرضون أكثر من غيرهم لخطر الوفاة أو الاعتلال الشديد، وذلك في حال إصابتهم بمرض كوفيد-19.
وذكرت هيئة الصحة العامة أن البيانات أظهرت أن من يتراوح لديهم مؤشر كتلة الجسم بين 30 و35 يزيد بينهم خطر الوفاة بكوفيد-19 بنسبة 40 في المئة، بينما زادت النسبة إلى 90 في المئة بين من يرتفع لديهم مؤشر كتلة الجسم عن 40. ويُصنف الأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة أجسامهم عن 30 على أنهم مصابون بالسمنة، وبحسب هيئة الصحة العامة فإن 63 في المئة تقريبا من البالغين في إنجلترا يعانون من زيادة في الوزن أو من السمنة.
وتعليقا على النتيجة التي توصلت إليها هيئة الصحة العامة، قالت كبيرة خبراء التغذية بالهيئة،"أليسون تدستون": "الدليل الحالي يبيّن بوضوح أن زيادة الوزن أو السمنة تزيد خطر الإصابة باعتلال خطير أو الوفاة بسبب كوفيد-19 أو العديد من الأمراض الأخرى المهددة للحياة".