أكد مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير " طاهر محمد السني " على أهمية لقاء الاربعاء وبحضور كل هذه الدول كمناسبة جيدة للإعلان الرسمي على فشل المغامرة التي اسماها المعتدي " الجهاد والفتح المبين " . وقال السني " في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء ، ( اليوم نعلن الوفاء بوعدنا عندما قلنا إن الغازي لن يدخل طرابلس ، وبفضل جيشنا الوطني وقواتنا المسلحة نعلن انتصار عملية بركان الغضب ، انتصار دعاة الدولة المدنية الديمقراطية وانهزام مشروع عسكرة الدولة ، وصمود طرابلس رمز الصمود ضد مؤامرات الثورات المضادة ومن يدعمهم ، ليس في ليبيا فحسب بل نيابة عن شعوب المنطقة بأكملها ) . وأضاف أن ليبيا تشهد منذ 2011 محاولات من عدة دول للسيطرة عليها ونهب ثرواتها وتمزيق نسيجها الوطني ، قوى خارجية استفادت من الأحداث لخلق الفوضى وتصفية الحسابات على أرضنا ، واُستغل لتحقيق ذلك ضعاف النفوس لتمرير أجندات تلك الدول لقتل حلم التحول الديمقراطي الذي يطمح إليه الليبيون. وأوضح مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة أن المواطن الليبي يتساءل ، كيف تتحدثون الآن عن التسوية السياسية والحوار ، أين كنتم منذ أكثر من عام عندما كانت تنهال القذائف على رؤوس الأبرياء ، وقُتل آلاف المدنيين من أطفال وشباب ونساء ، وقصفت البنى التحتية وشُرد مئات الآلاف ، كل هذه الانتهاكات وجرائم الحرب حدثت أمام أعينكم ، فماذ فعلتم ؟ وماذا جنينا من هذه المغامرة الدموية والتي أطلقها انقلابي مهووس بالسلطة . وأردف قائلا ( فماذا تريدون من أدلة وبراهين ووقائع على جرائم وانتهاكات المعتدي وداعميه ، والموثقة في تقاريركم وفي تقارير المحكمة الجنائية الدولية ، وماذا عن ما تم الكشف عنه مؤخراً بعد دحر العدوان من مقابر جماعية في مدينة ترهونة ، حيث وجدت جثث أطفال ونساء وشباب منهم من دفنوا أحياء ، وصلت لأكثر من 220 جثة حتى الآن ، وماذا عن ما زرع من مفخخات والغام في بيوت المواطنين جنوب طرابلس ، ما اسفر حتى اليوم وبشهادة بعثة الأمم المتحدة عن قتل قرابة 80 مواطنا ، في عمل جبان قامت به مليشيات حفتر ومرتزقته ، لا يختلف عما قامت به عناصر تنظيم داعش الإرهابي في سرت . ومازال هناك من يرى في مجرم الحرب هذا شريك للسلام! وفي هذا الاطار نشكر مجلس حقوق الانسان ومحكمة الجنائية الدولية على موافقتهم لطلبنا بإرسال فرق تحقيق في هذه الانتهاكات ) . وأضاف " السني " في كلمته ماذا تريدون من أدلة وبراهين على وجود تشكيل دولي من المرتزقة سواء الذين يتبعون شركة فاغنر الروسية أو سودانيين وتشاديين وسوريين وغيرهم ، يعملون بإمرة مجرم الحرب وأعوانه ، اعتقد أن الليبيين والعالم شاهدهم وأرتالهم صوتاً وصورة وهم يهربون من مواقعهم جنوب طرابلس ، وكيف تم اجلاؤهم على عجل من مطار بني وليد بعد أن تيقنوا أن هزيمتهم حتمية ، والآن نجدهم في وضح النهار يتمركزون في الشرق الليبي ويحتلون الحقول والموانئ النفطية . وجدد مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة ، مطالبته بضرورة سحب الدول المعنية لمواطنيها ومحاسبتهم ومن مولهم ، والا فهي تعتبر شريكة في هذه الانتهاكات والجرائم، وعلى مجلس الأمن فرض عقوبات فورية على هذه الكيانات والأفراد . وفي هذا الصدد نود أن نشكر الحكومة السودانية التي قبضت منذ أيام على أكثر من 120 مرتزقا كانوا يحاولون التسلل للقتال في ليبيا . ودعا الحكومة الروسية إلى سحب الجنود الروس فورا ، قائلا ( إنه ربما لا يوجد جنود روس نظاميين في ليبيا ولكن شركة فاغنر روسية وهناك مواطنيين روس يعملون بها ، وعلى الحكومة الروسية سحبهم فوراً ) .