أجرى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج الخميس محادثات مع فخامة الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان، تناولت تطورات الأوضاع في ليبيا وعدد من ملفات التعاون المشترك.
وبحث الاجتماع عدد من ملفات التعاون في مجالات مختلفة أمنية وعسكرية واقتصادية إضافة لتنسيق الجهود المبذولة في البلدين لمواجهة جائحة كورونا، والتعامل مع تداعيات هذه الجائحة.
المؤتمر الصحفي - كلمة الرئيس أردوغان
وإثر اختتام المحادثات عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً مشتركاً حيث أكد الرئيس أردوغان على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، قائلاً لقد "عشنا في الماضي وعلى مدى قرون جنباً الى جنب مع الشعب الليبي، وبعد مرور مئة عام ها نحن الآن نعود بهذه العلاقات الوطيدة بين تركيا وليبيا الصديقة إلى زخمها"، وقال الرئيس التركي إن تركيا دعمت النضال ودعمت الشرعية في ليبيا، أيضاً دعمت الحكومة على مواجهة انتشار وباء كورونا، بتوفير المستلزمات اللازمة لحماية مواطنيها من الوباء، في حين لم يتوقف حفتر عن استهداف البنية التحتية لليبيا.
وعبر الرئيس التركي عن تقديره للنجاحات التي حققتها الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس السراج، مثمنا ما قامت به من جهود بناءة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، آملا أن يعود تصدير النفط ومشتقاته، وأن تعود التجارة إلى سابق عهدها، وندد بعمليات بيع النفط من قبل الانقلابيين، وقال نريد إيقاف هذه التجارة.
وفي ختام حديثه أمام الصحفيين قال الرئيس أردوغان تركيا ستواصل تقديم الدعم للحكومة الشرعية برئاسة الأخ الرئيس السراج، إضافة لدعم المبادرات الدولية لإحقاق السلام.
كلمة رئيس المجلس الرئاسي :
لن نجلس مع مجرم الحرب ولن نعطي تفويضا لأحد وسنظل أوفياء لدماء الشهداء
وتحدث رئيس المجلس الرئاسي حيث عبر عن سعادته بلقاء الاخ والصديق فخامة الرئيس أردوغان وقال لقد أجرينا محادثات مهمة لبحث مستجدات الوضع السياسي والعسكري في ليبيا والمنطقة، كما بحثنا سبل تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وأعرب السيد الرئيس عن الشكر والامتنان للرئيس وللشعب التركي لـموقـوف تـركـیا الـتاریـخي والـشجاع إلى جانب ليبيا وشعبها خلال أزمتها الراهنة، دفاعاً عن الشرعية وضد الانقلابيين والمجرمين دعاة حكم الاستبداد والعسكر، وقال إن هذا الموقف التاريخي جاء في وقت كان الجميع يقف مـوقـف الـمتفرج حيال الاعتداءات والانتهاكات ضـد الليبيين.
وقال رئيس المجلس الرئاسي لقد أكدنا لفخامة الرئيس أردوغان أن معركتنا مازالت مستمرة، وكما وعدنا شعبنا منذ اليوم الأول إننا عازمون على دحر هذا العدو، وفرض سيطرة الدولة على ربوع الوطن، والقضاء على كل ما يهدد بناء دولتنا الديمقراطية المدنية الحديثة، ولن نسمح بأن يقوم انقلابي مهووس بالسلطة بالعبث بالبلاد ومقدراتها، وفي هذا الإطار قال السيد الرئيس إننا سنظل أوفياء لدماء الأبرياء وتضحيات الأبطال، لذا كان قرارنا بعدم الجلوس مع مجرم الحرب، لأنه لم يكن شريكاً في أي عملية سياسية ولا أي عملية سلام، وكما نؤكد بأن أي لجنة مكلفة من حكومة الوفاق الوطني تشارك في أي حوار كان، لم ولن يعطي لها التفويض بالتوقيع على أي اتفاق، فالعودة للشعب والقوى الوطنية، وكل من ضحى من أجل إعلاء راية الحرية، وإنهاء حكم العسكر والاستبداد، ولا نتنازل على تطبيق العدالة والقانون لمحاسبة كل من ساهم في قتل الليبيين واقتراف جرائم الحرب.
وأضاف قائلا "فليعلم الجميع بأن هذا موقفنا الثابت في أي مفاوضات محلية او دولية وعلى أصوات النشاز التي تشكك في مبادئنا ووفاءنا للوطن الصمت ودعم جيشنا في معركته المقدسة ضد الطغيان وتوحيد الصف لبناء دولة ليبيا المنشودة.
ووجه رئيس المجلس الرئاسي كلمة ا للدول الداعمة للعدوان والتي ساهمت في قتل الليبيين وتدمير البلاد حيث قال رهانكم قد خسر وسنلاحقكم قضائياً وها أنتم قد ذقتم ويلات الهزيمة على اسوار طرابلس رغم ما دعمتم به مجرم الحرب من مال وعتاد لذا كفوا ايديكم عنا واتركوا الليبيين بسلام فالتاريخ لن يرحم."
وقال السيد الرئيس ان الظرف الاستثنائي الحالي لا يجب ان ينسينا أن ليبيا تمتلك مقومات النهضة والتطور بما يتوفر لها من كفاءات وامكانيات وثروات طبيعية وموقع استراتيجي، وإن الفرصة متاحة لتعاون مثمر بناء مع تركيا ، والاستفادة من خبراتها لما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي إقليمي ودولي، وقال اننا نتطلع أن ننهي هذا الصراع ونلتفت بعدها للبناء والتعمير، وتحدث عن عودة الشركات والاستثمارات التركية لاستكمال أعمالها في ليبيا وأن تكون هذه العودة انطلاقا لعملية شراكة بين البلدين الصديقين تشمل مختلف أوجه التعاون وتكون في مستوى ما يجمع الشعبين الصديقين من علاقات تاريخية وثقافية.
وفي ختام كلمته جدد السيد الرئيس الشكر لتركيا الصديقة رئاسة وحكومة وشعباً على حسن الاستقبال، وعلى مواقفها الإيجابية، متمنياً لها المزيد من التقدم والازدهار، وقال تحية لكل أبطالنا على هذه الانتصارات التي خلقت واقع جديد قلب كل الموازين.