في اطار عملية التشاور جرى اتصال هاتفي السبت بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج، ورئيس الوزراء الايطالي السيد جوزيبي كونتي، تناول مستجدات الأوضاع في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
حيث تبادل الطرفان في بداية الاتصال التأكيد على أهمية التنسيق والتشاور بينهما، كما رحبا بالنتائج الإيجابية التي تحققت في مواجهة أزمة وباء كورونا المستجد ، وعلى أهمية استمرار التعاون بين ليبيا وإيطاليا في مواجهة تداعيات هذه الجائحة.
على صعيد آخر عبر رئيس الوزراء الإيطالي عن قلق بلاده حيال استمرار جهات خارجية في إرسال اسلحة إلى ليبيا، معتبرا ذلك تصعيدا يساهم في تأجيج النزاع ويطيل معاناة الشعب الليبي، ويشكل خطرا على جيران ليبيا وعلى الأمن الأوروبي.
وأكد السيد كونتي على ضرورة العودة للمسار السياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين. وقال في هذا الشأن إن تقرير مستقبل ليبيا يجب أن يكون بيد الليبيين وحدهم وليس بأيادي خارجية، وأشاد بما ابدته حكومة الوفاق الوطني من رغبة لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، إلى ذلك أكد رئيس الوزراء الإيطالي على أهمية الإسراع بتعيين مبعوثًا جديدًا للأمم المتحدة في ليبيا.
من ناحية أخرى شدد السيد كونتي على ضرورة عودة إنتاج النفط الليبي الذي يمثل ثروة الليبيين جميعا ومصدر دخلهم الرئيسي.
من جانبه قال السيد الرئيس أن الحل السياسي هو ما تستهدفه حكومة الوفاق الوطني فور دحر العدوان، وأكد أن تدفق الأسلحة على الطرف المعتدي لم يتوقف بل ازدادت وتيرته مؤخرا، وأضاف قائلًا بأن استمرار الدول الداعمة للطرف المعتدي في تزويده بالأسلحة شجعه على مواصلة العدوان.
وسلط السيد الرئيس الضوء على الجريمة التي ارتكبتها المليشيات المعتدية بتفخيخ وزرع الألغام في المناطق السكنية التي طردت منها، وتسببت في مقتل اعداد من المواطنين ممن عادوا لمعاينة منازلهم، وطلب مساعدة إيطاليا في عمليات الكشف عن هذه الألغام ونزعها.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول عملية ايريني الاوروبية لتطبيق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، حيث أكد السيد كونتي بأن العملية غير منحازة وملتزمة بمهامها بحياد كامل، في حين جدد السيد الرئيس موقف حكومة الوفاق بضرورة أن تكون العملية متكاملة برًا وجوًا وبحرًا لتكون فعالة.
من جهة أخرى بحث الجانبان ملف الهجرة غير الشرعية وتطوير آليات التنسيق حيالها بين الجهات المعنية في البلدين، وفي هذا الإطار طالب السيد الرئيس بتقديم دعم حقيقي لخفر السواحل الليبي ليستمر في دوره الفعال في انقاذ المهاجرين.
وفي ختام الاتصال وجه السيد الرئيس الدعوة لرئيس وزراء إيطاليا لزيارة ليبيا، كما وجه السيد كونتي دعوة للسيد الرئيس لزيارة إيطاليا، واتفقا على تحديد مواعيد لتبادل الزيارات في وقت لاحق.