تابعنا بكل اعتزاز المواقف المشرفة التي اعلنها أهلنا في الجنوب، الرافضة للحكم العسكري، المتمسكة بالشرعية والدولة المدنية الديمقراطية، وما عبروا عنه في بياناتهم المختلفة من إدانة للعدوان الغاشم على طرابلس عاصمة كل الليبيين، وتضامنهم مع أهالي المدن والمناطق الليبية الذين يتعرضون يومياً للاعتداءات والانتهاكات.
تحية تقدير لأهالينا هناك فهم دائماً أصحاب حكمة وأهل مروءة وسلام، وهم الضامن الحقيقي لاستعادة الأمن والاستقرار في كامل البلاد.
وإذا كان هناك تقصير تجاه جنوبنا الحبيب فعلينا معاً تداركه، والجميع يدرك بأن أوضاع الجنوب كان لها أولوية في برامجنا، وكانت في قلب الإصلاحات الاقتصادية ومشاريع إعادة الإعمار، كما وُضعت ترتيبات مالية استثنائية لتنمية مناطق الجنوب المختلفة من خلال البلديات وفقاً للمتاح من موارد، ولكن جاء العدوان الغاشم ليعيدنا خطوات إلى الوراء، و ليؤثر سلباً على مخططاتنا ومشاريعنا ليس في الجنوب فقط بل في مختلف مناطق البلاد، والحمد لله وبفضل قواتنا الباسلة وتضحيات أبناءنا، ها هي البشائر تلوح في الأفق بهزيمة المشروع الانقلابي والعودة القريبة لمسار التنمية والبناء.
علينا من الآن العمل معاً ويداً بيد، لإعادة تفعيل جهودنا وترسيخ السلم الاجتماعي بين المكونات الاجتماعية والثقافية والمدن المختلفة.
نأمل أن تعم وتتواصل المواقف الإيجابية جميع المناطق والمكونات في كل ربوع البلاد، لننحاز جميعا للوطن الواحد، الذي تسوده قيم المواطنة والحرية والمساواة، في اطار الدولة المدنية الديموقراطية.